هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجب التمييز بين الأهداف والمعارك، فما يجري في تونس يتجاوز قصة الانتصار لحزب على حزب أو جماعة على جماعة، أي أن جوهر الصراع ليس الانتصار لحزب النهضة وإنما هو انتصار للديمقراطية. وهذا الأمر لم تفهمه للأسف كثير من النخب التي لا تزال مستعدة في دول عربية كثيرة للتضحية بالحقوق والحريات..
في كل الأحوال، ما تمخض عن انقلاب قيس سعيد على الدستور بشكل سريع في الشارع، يعكس الصورة المقبلة للحياة السياسية في تونس في عهده ومزاحمته على موطئ قدم في الثورة المضادة والديكتاتورية الملتحفة بتنميق الكلام وجهوزيتها لـ"إطلاق الصواريخ" من منصاتها حسب تعبيره
كان قيس سعيد قد أعلن انقلابه في منتصف الليل والناس نيام، وأعلن بيانه وهو ينهش لحم الكلمات ويرفع الحصانة عن نواب البرلمان تمهيدا لاعتقالهم ونهش لحومهم أيضا
الشعب التونسي يجب أن يتحرك فورا لحماية مؤسساته من الانقلاب، وحماية ثورته من السرقة، وحماية أصواته من أن يدهسها رئيس باع شعبه من أجل عيون السيسي والإمارات.
النخب التي أدارت تونس بعد الثورة قد فشلت في التخلص من ميراثهما معا. وهو فشل جعل ورثة المنظومة القديمة يتصدرون المشهد العام ويتحكمون – من مواقعهم المختلفة - في مسار الانتقال الديمقراطي ومخرجاته الهشة
سلطت صحيفة الغارديان في مقال للكاتب سايمون تيسدال، أشار فيه إلى تحول قيادات حركات التحرر اليسارية إلى أنظمة استبدادية عند التمكين لها، مشيرة إلى ما يجري في فلسطين وكوبا.
رغم أن موضوع العدالة الانتقالية كان موضوعا "إجماعيا" بين مختلف الفاعلين الجماعيين بعد هروب المخلوع، فإن مسار "الانتقال الديمقراطي" - بالإضافة إلى كون أغلب المستفيدين من جبر الضرر هم من النهضويين رغم وجود غيرهم من اليساريين والقوميين بل الدساترة - جعله يتحول إلى موضوع تنازع أيديولوجي وسياسي
تبقى من غسان كل شيء، إرثه الثقافي والثوري، فكلما استعدناه اكتشفنا فيه ما لم نفهمه من قبل، وكلما اشتدت عتمة الاغتراب وعتمة الكتابة اكتشفنا أن بيارقه وحدها تبقى، فها هي رجال في الشمس تتكرر بوصفها مثالاً حياً للعذاب السرمدي للفلسطيني، والتيه الجارح الذي سقط فيه..
في كل هذه الأجواء لم يكن قيس سعيد اسما سياسيا ولا حقوقيا ولا ثقافيا ولا إعلاميا..
الحديث عن عجز التيار العلماني عن تنظيم صفوفه لا ينطلق من حالة شماتة سياسية بل من رغبة حقيقية في تنظيم هذا التيار لقواه الحية، ليمثل إضافة حقيقية لمعركة التغيير والديمقراطية، وتوظيف الطاقات العاطلة فيه وهي كثيرة لصالح الوطن، وخاصة أنه في غالبه يرفض حتى الآن الانضواء في مظلة مشتركة مع الإسلاميين
ما تشهده اليوم العديد من الدول العربية من أزمات وتحديات يقدم لنا نماذج عملية لهذه الملاحظات البديهية في علم الثورات والحروب والصراعات وحركات المقاومة
رفضك للظلم يعني رفضك للظلم بكل أشكاله، ودفاعك عن الحق يعني دفاعك عمن يدافع عنه، التفاصيل لا تهم والمبدأ هو الباقي
علينا أولا أن نخوض معركة أهم من إسقاط تلك الأنظمة، وهي إسقاط تلك الشرعية المزيفة من قلوب وعقول العامة، وإسقاط هيبة تلك الأنظمة، وخلق وعي ثوري يدرك أهداف الوسائل والعصيان من أجل الثورة الشاملة
لم تكن الكارثة في "غفلة" الفصائل عن دروس التاريخ في مصر وسوريا والجزائر، وعبرة المواجهة بين "الفصائل الإسلامية المسلحة" والنظم العسكرية ما بعد الكولونيالية خلال ثلاثة عقود، وإنما كانت الكارثة العظمى هي استمرار هذه العسكرة رغم تجلي توظيف النظام لها توظيفاً شديد الكفاءة..
أين الخلل الذي منع شعبا مثل الشعب التونسي من أن يحول ثورته إلى مصهر كيماوي؛ يحوله من كتلة بشرية مضطهدة بقرون من الانحطاط والاحتلال إلى شعب خلاّق؟
أسفرت الحرب في سوريا عن مقتل نحو نصف مليون شخص، بحسب إحصائية جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان..