هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يبدأ الهزل عادة، عندما لا يتسع الواقع للعقل وللمنطق، وعندما ينتفخ الحكام بأورام الغرور الكاذب والعظمة المتوهمة، فيصبح الفراغ وطناً، والجهل حكمة، والتسلط سمة، وتتصاعد مشاعر الضيق بالناس
ما حدث في الأيام الأخيرة في مصر من الاعتداء على المستشار هشام جنينة؛ بدأ يرسخ لانتهاء دولة القانون وبداية مرحلة دولة البلطجة بأيدي بلطجية النظام
ماذا عن الانتخابات القسرية في طبعتها السيسية التي تعد استمرارا للحالة الانقلابية؟ الانتخابات القسرية كالاختطاف القسري سواء بسواء، يتم فيها كل شيء بالإكراه وبالقسر وبالاختطاف وبالبلطجة
استطاع النظام المصري شراء بقائه في السلطة؛ عبر تنازلات مجحفة للمواطنين وبمقدرات الوطن.
اعتقد النظام الانقلابي أن مسألة اعتقال الفريق سامي عنان، رئيس الأركان السابق، هي مسألة ساعات وتهدأ العاصفة؛ بعد أن يتم اجباره على الخروج من السباق الانتخابي الوهمي بأقل كلفة ممكنة
في كل الحالات، نحن بصدد اهتراء لأسس الثقة الغربية، والقدرة على تفعيل "صفقة القرن"، وبالتالي دفن أي أفق جدي لإنجاحها، بل تسويقا ضمنيا لفشلها
عنان، أو أي دمية عسكرية أو حتى مدنية لا يمثلون الحل، وكيف ذلك وهم أصل المشكلة؟ فلن تتحرر شعوبنا إلا بإهمالهم وإهمال لعبتهم، والسير في طريق الخلاص الوحيد ألا وهو الثورة العربية الشاملة
تزايدت في الساعات الأخيرة الانتقادات التي وجهتها منظمات دولية ووسائل إعلام غربية للنظام المصري؛ بسبب اعتقال المرشح الرئاسي سامي عنان، وانسحاب المرشح خالد علي؛ بسبب الضغوط الأمنية على حملته، وطالبوا النظام بوقف التدخل في الانتخابات الرئاسية.
نشر موقع "دويتشه فيله" الألماني تقريرا سلط من خلاله الضوء على كواليس التحضير للانتخابات الرئاسية المصرية، بعدما أزاح عبد الفتاح السيسي، كل الشخصيات التي يمكن أن تنافسه في السباق الرئاسي؛ على غرار رئيس أركان الجيش المصري السابق، سامي عنان..
في أول تعليق لها علي الأحداث التي شهدتها الأجواء الانتخابية في مصر مؤخرا، أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أن قرارها باستبعاد الفريق سامي عنان من قاعدة بيانات الناخبين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قد جاء متفقا مع القانون.
الموقف الذي يتعلق باعتبار الانتخابات الرئاسية فرصة سياسية؛ تعلق في حقيقة الأمر عند هذا الفريق بأن نخوض شكل انتخابات تحقق "انفراجة" للحركة والحراك السياسيين؛ لا نهتم فيها بالنتائج أكثر مما نهتم بفتح المجال السياسي
بينما الجميع يعد العدة لمشاهدة كوميديا الموقف التي يديرها الجنرال السيسي، إذا بجنرال آخر يعلن تأهبه للنزول إلى ساحة الانتخابات، في تحد واضح لإرادة الجنرال السيسي، وهو الفريق سامي عنان؛ الذي أربك خطة السيسي للانفراد بالسلطة دون منافسة حقيقية أو شبه حقيقية
الضغط على النظام برمته داخليا وخارجياً بأدوات الضغط المؤثرة سيعجل بصياحه؛ وعندئذ يمتهد السبيل لحلول جزئية تحقق مكاسب عاجلة وتحلحل الأوضاع دون اضطرار لتغيير المواقف وتبديل الثوابت، ودون الوقوع في خضم المفاسد المهلكة
فإن حسم موقف المعارضة من العملية السياسية من خلال اجتماعات وتواصل في الداخل والخارج؛ مهم جدا في المرحلة المقبلة، من أجل الوصول إلى موقف موحد من هذا الاستحقاق
قد يكون الحدث مادة خصبة وثرية للإعلاميين، لكن تَرَقُب أحداثه والتعويل على نتائجه، فضلا عن المشاركة فيه، تُعَد خطيئة بمفهوم الثورة والشرعية
إذا نجح عنان، وتمت حلحلة الموقف، فإن فكرة الثورة ستخسر، وهو ما كنت أخوف منه، إذا ترشح في الانتخابات الماضية أحداً غير السيسي، وأطلقت على ذلك وصفاً صار شائعاً وهو "تدوير الانقلاب"