هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رأينا كيف اختلف الفقهاء في أهم شرط لإقامة حد الرجم على الزاني، وهو: الإحصان؛ فاتفقوا على حكمه، واختلفوا في شرطه وتعريفه وأوصافه، وهو أهم ما في الموضوع. ولاحظنا أن هذا الاختلاف قد أحدث اضطراباً، وأحدث تناقضاً أشرنا إلى بعضه..
بين ابن حزم الظاهري أنه لو تقصى المسائل التي خالف فيها عبد الله بن مسعود عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، لبلغت أزيد من مائة مسألة(6) ؛ منها: أن ابن مسعود كان يخالفه في أمهات الأولاد فلا يراهن حرائر من رأس مال سادتهن، ولكن من نصيب أولادهن، كما تعتق على كل أحد أمته إذا ملكها.
ناقشنا ما زعمه القائلون بأن الرجم حد، أن الخلفاء الراشدين رجموا، وسقنا النصوص التي ذكرت عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ونكمل في مقالنا اليوم، بقية الخلفاء الراشدين: عثمان وعلي رضي الله عنهما، وهل ثبت عنهما الرجم أم لا؟
وممّا يستدل به على الرجم كحد يجب تطبيقه: أن الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، رضي الله عنهم، رجموا الزناة.
صدق فضيلة شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت حينما قال: "إن كل محاولة يراد بها إباحة ما حرم الله، أو تبرير ارتكابه بأي نوع من أنواع التبرير، بدافع المجاراة للأوضاع الحديثة أو الغربية، والانخلاع عن الشخصية الإسلامية، إنما هي جرأة على الله،
على الرغم من ثبوت أحاديث العقوبات في السنة، وقد ذكرنا نماذج منها، إلا أنهم لم يتفقوا على الأخذ بهذه العقوبات التي وردت في السنة، بل كثير منهم أخرجها عن حد العقوبة الحدية، إلى التعزير الذي يقبل العفو، أو عدم العقوبة..
هناك أحاديث أخرى ضعيفة وردت في الرجم، قد تم ذكرها في ثنايا حديثنا عن السنة القولية والفعلية في الرجم، عند ذكر روايات الأحداث، والسنن التي وردت في الموضوع، يمكن الرجوع إليها في مقالاتنا السابقة. حديث الرجم ضعيف.
ملخص القصة: أن أجيرا زنى بزوجة من يعمل عنده، ودفع الأب مائة شاة وخادما لزوج المرأة المزني بها، ثم ذهب والد الزاني وزوج المزني بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما، فحكم بجلد الأجير، وبرجم المرأة إن اعترفت..
كان الأولى الستر كما هو معهود في التشريع الإسلامي، وقد فطن الإمام الشوكاني لهذه فقال: (وقد استشكل بعثه صلى الله عليه وسلم إلى المرأة مع أمره لمن أتى الفاحشة بالستر.
تحدثنا عن حادثة رجم اليهوديين، ورجم ماعز، وما في هذه الأحاديث من إشكالات، ووقفات حديثية وفقهية، واليوم نتناول حادثة رجم الغامدية..
إن في بعض روايات رجم ماعز، بينت أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعد رجمه قام خطيبا من العشي، فقال: "أو كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله تخلف رجل في عيالنا، له نبيب كنبيب التيس، علي أن لا أوتى برجل فعل ذلك إلا نكلت به"..
مجمل القصة: أن ماعزا زنى، واعترف بزناه، فأقيم عليه الحد، فهرب منهم، ثم أدركه الصحابة، فلقيه أحدهم فضربه في رأسه فمات. وقد وردت في قصته روايات كثيرة، عن عدد من الصحابة..
حادثة رجم اليهوديين لا تفيد حكما بأن الرجم من شريعة الإسلام على الأقل آنذاك، بل تدل على وجوده في اليهودية، اللهم إلا من باب: شرع من قبلنا شرع لنا، ما لم يرد ما ينسخه، وهي مسألة أصولية موضع نقاش..
النقاش حول الرجم كعقوبة للزاني المحصن، ظل موضع حديث في كتب الفقهاء، وندواتهم، وكتبهم، ومقالاتهم، ولم نكن بدعًا من الناس والباحثين بالنقاش والحديث حوله، كما يزعم البعض..
ممن قالوا بجواز حل استخدام عظام الخنزير والجيلاتين، حتى لو لم يتحول، الإمام داود الظاهري، والإمام الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير (6/90).
شاع في بعض الكتابات الفكرية المعاصرة التفريق بين الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي باعتبار الأولى تتضمن نصوصا دينية معصومة، والثاني يمثل اجتهادا بشريا يعتريه ما يعتري سائر الاجتهاد البشري من قصور النظر، وخطأ الفهم والاستدلال.