باحث مصري: حملة باطل خطوة للتقارب بين أطياف المعارضة

قال الباحث السياسي بالمعهد المصري للدراسات، خالد فؤاد، إن "بقاء الوضع الحالي في مصر كما هو من غير فعل أو حركة يزيد من تعقيد المشهد، وترسيخ السلطة واستمرار قمعها وانتهاكاتها، وهو ما يتطلب من المعارضة الالتزام بالواقعية، واستثمار الفرص التي يمكن أن تحقق نجاحات جزئية على طريق التغيير".

وأكد أن "حملة باطل تمثل فعل يسعى لتحقيق نجاح جزئي على طريق التغيير، ويركز على إظهار الإرادة الشعبية الحقيقية، وإظهار حالة الرفض الواسعة للتعديلات الدستورية من خلال استخدام أسلوب آمن ومناسب لظروف كل شخص سواء المصريين في الداخل أو الخارج".

وأشار فؤاد، في تصريح لـ"عربي21"، إلى "اتساع حالة الرفض من خلال المشاركة في الحملة يمكن أن يحقق مجموعة مكاسب هامة تناسب الواقع وحجم إمكانياتنا الحالية، وعلى رأس تلك المكاسب استعادة الناس لثقتها مرة أخرى وشعورها بقدرتها على التعبير عن غضبها ورفضها لممارسات السلطة".

كما نوه فؤاد إلى "استمرار التقارب بين النخب السياسية المصرية في الداخل والخارج من الأطياف المختلفة، فضلا عن ظهور نخب سياسية جديدة يمكن أن تشكل نواة لتحالف أكبر في المستقبل".

ودعا الباحث بالمعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى ضرورة خروج السيسي من التعديلات الدستورية بخسائر تظهر حجم شعبيته الهزيل على عكس ما يسوق دائما في الداخل والخارج.

اقرأ أيضا: بعد حجب مصر الموقع.. باطل تنشر الاستفتاء عبر "فيسبوك"

وشدّد على أن "التعديلات الدستورية في الواقع هي امتداد وترسيخ لسياسة القمع، والتي تثبت كل يوم في الوطن العربي أنها لن تكون حلا، ولن تحمي الأنظمة المستبدة والفاسدة، ولن تمنع الشعب من التوحد والتحرك من أجل التغيير".

وتابع: "هناك قطاعات عريضة ترفض للتعديلات الدستورية لأنها تراها تفرض مستقبل أسوأ من الواقع الحالي الذي يعاني منه الجميع وما يترتب على ذلك من استمرار بقاء النظام العاجز عن حل أزمات الناس وتلبية الحد الأدنى من مطالبهم والمتسبب في الأوضاع الاقتصادية المتردية".

وفي سياق متصل، دعت منصة "باطل" الإلكترونية، المخصصة لجمع التوقيعات الرافضة لتمديد حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، حتى العام 2034، إلى المشاركة في الاستفتاء الذي وصفته بالحر وقول "باطل" للتعديلات الدستورية.

وطالبت حملة باطل، اليوم الجمعة، عبر منشور لها على "الفيسبوك"، كل مواطن مصري بمساعدة 10 أفراد من أفراد عائلته وأصدقائه وجيرانه للتصويت في الاستفتاء، وإعلانه رفضه للتعديلات الدستورية، مؤكدة أن صوت الشعب سيصل مهما "حاول الباطل أن يحجب ويصادر إرادتنا".

اقرأ أيضا: "حملة باطل" تتخطى 100 ألف توقيع في يومين رغم الحجب

وأشارت إلى أن هناك حاليا بدائل متنوعة للتصويت في الاستفتاء الحر (باطل)، داخل مصر وخارجها سواء عبر "فيسبوك"، أو عبر تطبيق "تليغرام" أو عبر موقع الاستفتاء الحر.

وكان فريق الاستفتاء الحر (باطل) قد أكد أن محاولات السلطات التي وصفتها بالبائسة لمنع المصريين من التعبير عن رفضهم للتعديلات الدستورية لن تجدي نفعا.

وشهد موقع الاستفتاء الحر www.voiceonline.net إقبالا كبيرا في الداخل والخارج، رغم حجبه من قبل السلطات المصرية، بعد فشل محاولات اختراقه.

وأعلنت حملة "باطل" التي أطلقها ناشطون ومعارضون مصريون، تدشين عدد من المنصات البديلة على مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل عملية التصويت، ولإحباط مساعي السلطات المصرية الرامية لحجب عملية التصويت.

وحجبت السلطات المصرية، الثلاثاء الماضي، موقع الاستفتاء الذي أطلقته الحملة (www.voiceonline.net)، بعد 13 ساعة من تدشينه، تمكن خلالها من استقطاب أكثر من 60 ألفا من المصريين الذين أدلوا بأصواتهم في الحملة وأعلنوا رفضهم للتعديلات الدستورية التي بات إقرارها وشيكا في مصر.