هل نقص فيتامين D يزيد من احتمالية الإصابة بفيروس كورونا؟

وجدت مكملات فيتامين D تهافتا ملحوظا لشرائها، في بداية انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وتحديدا من الأشخاص الذين يعانون من نقص الفيتامين، اعتقادا منهم أن هذا النقص قد يزيد من احتمالية إصابتهم بالفيروس التاجي.

وبحسب تقرير نشره موقع "فوربس" الأمريكي وترجمته "عربي21"، فإن بعض الدراسات ناقشت هذا الاحتمال، لافتا إلى أن الاعتقاد بأن فيتامين D له علاقة وحيدة مرتبطة بصحة العظام، هو اعتقاد خاطئ.

وأوضح أن الفيتامين قد يؤثر على المكونات المختلفة للجهاز المناعي واستجابته للعدوى، وقد يساعد في تعديل الخلايا اللمفاوية والمواد الكيمائية المنتجة للالتهابات، مثل "السيتوكينات" التي تعد مكونا مهما للاستجابة المناعية للفيروسات الغازية.

ووفق دراسات علمية، فإن هذا يزيد من احتمالية أن فيتامين D مناسب لفيروس كورونا، لأن تدهور الحالة الصحية ينتج عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع متلازمة الجهاز التنفسي الحادة، وفي ظل عدم التعرف السابق للجهاز المناعي على "كوفيد-19"، فإنه يُخفض من فعالية مواجهته.

اقرأ أيضا: لتحسين مزاجك أثناء الحجر المنزلي عليك بهذه الأطعمة

وذكر التقرير أنه في عام 2017 أجريت تجارب سريرية عشوائية حول كيفية تأثير مكملات فيتامين D على خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، وكشفت النتائج أن الذين تلقوا المكملات لديهم احتمال أقل بنسبة 12 بالمئة، للإصابة بهذه العدوى.

وخلص مؤلفو هذه الدراسة العلمية، إلى أن مكملات فيتامين D كانت آمنة ومحمية ضد عدوى الجهاز التنفسي الحاد، لكن الباحثين حذروا من المبالغة في هذه التوصيات، لأن تناول هذه المكملات كثيرا، يشكل خطرا أيضا.

ورغم تأكيد العلماء أن مكملات فيتامين D يمكن أن ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، إلا أنها لم تبث بعد أنه يمكن أن يمنع مثل هذه العدوى.

كورونا مختلف

وأكد "فوربس" أنه حتى لو ثبت أن فيتامين D يقدم بعض الفوائد ضد التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، فإن فيروس كورونا المستجد يختلف عن الفيروسات اليومية، مثل الغدية والمخلوية التنفسية والإنفلونزا وغيرها من الفيروسات الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي، لذا فإن ما تحمله فيروسات أخرى قد لا يحمله "كوفيد-19".

وأشار إلى أن بيانات تحليل من ألمانيا وكوريا الجنوبية والصين وسويسرا وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، وجدت أن 17.3 بالمئة من مصابي فيروس كورونا المستجد، يعانون من نقص حاد في فيتامين D، مقارنة بـ14.6 بالمئة من المصابين بالفيروس لديهم مستويات طبيعية من الفيتامين.

ونشرت المجلة الطبية الإيرلندية دراسة، تحدثت عن أن معدلات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" في البلدان الأوروبية مثل إسبانيا وإيطاليا، مرتفعة عند كبار السن الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين D، لكن معدلات الوفاة بالفيروس لحقت بأشخاص لديهم مستويات عالية من الفيتامين.

اقرأ أيضا: 3 فيتامينات يمكنها أن تبعد عن طفلك فيروس كورونا

وشدد الموقع الأمريكي على أن جميع الدراسات في هذا الموضوع لم تقدم أدلة علمية كافية تؤكد وجود علاقة بين نقص فيتامين D، وزيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، داعيا في الوقت ذاته الذين يعانون من نقص في الفيتامين إلى تناول أقراص تكميلية، إلى جانب اعتماد نظام غذائي يساعد في ذلك.

وتابع: "من المحتمل ألا يؤذي القليل من فيتامين D، لكن يجب عدم المبالغة في تناوله، لأنه سيؤدي إلى مشاكل عدة، مثل ارتفاع مستويات الكالسيوم، ومشاكل بالجهاز الهضمي، وهشاشة عظام، وفشل كلوي".

وختم التقرير بقوله: "لا تعتمد على فيتامين D لحمايتك من الفيروس التاجي، حتى إذا كان له بعض التأثير الإيجابي، فإنه لن يكون مفيدا مثل التباعد الاجتماعي، ونظافة اليدين، وتطهير الأشياء بشكل صحيح"، مضيفا أنه "لن يفعل ما يمكن أن يفعله اللقاح".