لماذا قصفت روسيا "فيلق الشام" بإدلب.. ما علاقة تركيا؟

قالت صحيفة تركية، الثلاثاء، إن قصف المقاتلات الروسية لمعسكر تدريب لإحدى مجموعات المعارضة بإدلب، ما أدى إلى خسائر فادحة، خلق وضعا جديدا بين تركيا وروسيا يتطلب المعالجة العاجلة.

لماذا فيلق الشام؟

وذكرت صحيفة "حرييت" في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مجموعة فيلق الشام التي استهدفتها روسيا أمس الاثنين، هي إحدى المجموعات الفاعلة في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، وشارك في عملية "درع السلام" التركية عام 2016، وعمليات عفرين في 2018 شمال سوريا.

وأشارت إلى أن فيلق الشام، رغم عدم وجود تأكيدات رسمية، أفادت تقارير بأن عناصره هم من بين المقاتلين الذين توجهوا إلى ليبيا للانضمام إلى صفوف قوات الوفاق الوطني في مواجهة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وهي مجموعة تعد من أقرب المجموعات الحليفة لتركيا ميدانيا في سوريا.

وأكدت الصحيفة أنه من المحتّم تفسير الهجوم الروسي الذي استهدف هذه المجموعة، على أنه يحمل رسائل موجهة إلى تركيا.

وأضافت أنه بالنظر إلى التطورات الميدانية ما بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بموسكو في 5 آذار/ مارس الماضي، فإن الوضع في إدلب كان هادئا بشكل عام، وعلى الرغم من أن تحركات قوات الأسد الأخيرة تمت بدعم من المقاتلات الروسية وبانتهاك وقف إطلاق النار، إلا أنها لم تصل لعتبة قد تؤدي إلى أزمة كبيرة.

وأشارت إلى أنه في ظل ذلك، هزت غارة أمس مسار المد والجزر في إدلب بشكل خطير، والجانب المدهش أنها جاءت من روسيا.

اقرأ أيضا: عشرات القتلى بقصف روسي لمعسكر فصيل معارض بإدلب
 

روسيا انتهكت اتفاق أستانا

وأوضحت أنه في الماضي، اعتمدت روسيا في تحركاتها بكسر وقف إطلاق النار في إدلب على أحكام اتفاق أستانا الذي أبرم بين الدول الضامنة (تركيا روسيا إيران) في أيار/ مايو 2017، والتي تستند على استثناءات متعلقة بالمنظمات الإرهابية.

ولفتت الصحيفة إلى أن اتفاق أستانا، تضمن مواد ذات صلة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والذي تم تبنيه في عام 2015 بشأن سوريا.

وتنص المادة الخامسة من اتفاق أستانا، أنه على الدول الضامنة اتخاذ كافة التدابير لضمان تحقيق نظام وقف إطلاق النار من قبل كافة الأطراف المتصارعة، واتخاذ كافة التدابير لمواصلة القتال ضد تنظيم الدولة، و"جبهة النصرة" و"فتح الشام"، وكافة الأفراد والمجموعات والكيانات المرتبطة بـ"القاعدة" أو "داعش"، كما أنه تمّ تحديده بواسطة مجلس الأمن داخل وخارج مناطق الحد من التصعيد، ومواصلة الجهود ليشمل نظام وقف إطلاق النار مجموعات المعارضة المسلحة التي لم تنضم إليه سابقا.

وتستند اتفاقية سوتشي في 17 أيلول/ سبتمبر 2018، واتفاقية موسكو 5 آذار/ مارس 2020، الموقعة بين تركيا وروسيا، إلى اتفاقية أستانا التي تتضمن هذه الأحكام.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تضمين عبارة "مكافحة جميع مظاهر الإرهاب" في مذكرة موسكو الأخيرة، والتي أصرت تركيا على وضعها وهي تتعلق بمنظمة العمال الكردستاني والذراع السورية له وحدات حماية الشعب الكردية.

وأضافت أنه في وقت سابق، انتهكت روسيا وقف إطلاق النار بإدلب بحجة أنشطة جبهة النصرة التي يشار إليها كمنظمة إرهابية في قرارات مجلس الأمن الدولي، واسمها الجديد الآن "هيئة تحرير الشام"، وهي لديها هيمنة في مناطق عدة بإدلب، كما أن هناك "حراس الدين" وهي مجموعة مرتبطة بالقاعدة واشتبكت مؤخرا مع هيئة تحرير الشام.

وأكدت الصحيفة أن فيلق الشام ليست مجموعة مدرجة على قوائم الإرهاب، وروسيا تجاوزت التفاهمات التي تم التواصل إليها في إطار أستانا.

قره باغ والخلاف التركي الروسي 

وأوضحت أنه بالنظر إلى توقيت الهجوم الجوي، فلا يمكن إغفال أن الضربة الروسية القاسية لفيلق الشام المجموعة الحليفة لتركيا في إدلب، تتزامن مع الخلافات الواضحة بين أنقرة وموسكو بشأن قره باغ.

وأشارت إلى أن بوتين على سبيل المثال، لم يخف أن لديه وجهات نظر مختلفة مع تركيا حول ناغورنو قره باغ في تصريحاته الخميس الماضي.

وكان بوتين قد قال، إن مواقف البلدين (تركيا وروسيا) في جنوب القوقاز لا تتطابق، مضيفا أن بلاده تؤيد تسوية الخلافات بالطرق الدبلوماسية عبر الحوار بدلا من القوة العسكرية.

اقرأ أيضا: صحيفة: قره باغ فرض معادلة جديدة بين روسيا وتركيا وإيران
 

وذكرت الصحيفة، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع وكالة أنباء أثينا الاثنين، أكد ما أشار إليه بوتين بشأن الحل العسكري في قره باغ، مضيفة أنه في الوقت الذي اتخذت فيه القيادة الروسية هذا الموقف، وقدمت رسائل "دبلوماسية" جاء الهجوم الذي نفذته المقاتلات الروسية في إدلب صباح أمس.

وأكدت أن توقيت الهجوم، يفسر أن روسيا اتخذت هذه الخطوة بإدلب للحد من موقف تركيا القوي في قره باغ.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه روسيا بهذه الخطوة، كانت إدلب مسرحا لطائرات أمريكية بدون طيار تستهدف "حراس الدين" التابعة لتنظيم القاعدة مؤخرا، لافتة إلى أن المجال الجوي لإدلب الآن أصبح منطقة تحلق فوقها الطائرات الحربية الروسية والطائرات الأمريكية المسلحة بدون طيار.