فخ الديون.. يد الصين في سريلانكا!

حولت الديون المتراكمة سريلانكا من بلد واعد اقتصاديا إلى متخلف غير قادر على السداد للصين..

 

ثار الشعب السريلانكي على حكومة بلاده التي أعلنت الإفلاس بسبب الديون المتراكمة التي أثقلت كاهلها بسبب التقارب مع الصين.

 

قد تبدو "انتفاضة سريلانكا" قصة شعب ثار على حاكم جائر، لكن هذا الغضب الشعبي الذي زحف إلى أسوار قصر "كولومبو" وراءه أزمة مالية لم تشهدها البلاد منذ استقلالها عام 1948.

 

وحولت الديون المتراكمة سريلانكا من بلد واعد اقتصاديا إلى متخلف غير قادر على السداد.

 

وقدمت الصين ما يقارب الـ12 مليار دولار لجارتها الآسيوية ما جعلها أكبر دائن لها طيلة سنوات، وقدرت بـ10 بالمئة من إجمالي ديونها الخارجية بين عامي 2000 و2020، كانت على شكل قروض للحكومة السريلانكية لدعم مجموعة من مشاريع البنية التحتية الكبرى تنازلت عنها فيما بعد لحكومة بكين بسبب عدم قدرتها على سداد القروض.

 

وتلقت سريلانكا "خط ائتمان" من الصين عام 2010 بقيمة ثلاثة مليارات دولار لمساعدتها في سداد ديونها بدلا من توجهها إلى صندوق النقد الدولي والعمل معه على إعادة هيكلة الديون، ما أسهم في نفاد كافة احتياطياتها النقدية وإغراقها في أزمة اقتصادية حادة.

 

ويشكل إفلاس سريلانكا بسبب الديون، تحذيرا لدول أخرى أغراها التقارب مع بكين التي أضحت في غضون سوات فقط الدائن الفعلي لـ165 دولة نامية عبر قروض سخية من بنوكها الحكومية لصالح 13,427 مشروع للبنية التحتية التي لا طائل منها سوى نسب "الفوائد المرتفعة"، ويرتبط معظمها بمبادرة "الحزام والطريق" الصينية الطموحة وفقا لمركز أبحاث (AidData) في جامعة ويليام أند ميري في ولاية فرجينيا الأمريكية.

 

ويرتبط جزء كبير من قروضِ الصينِ بمبادرة "الحزام والطريق" أو "طريق الحريرِ الجديد" التي أطلقها الرئيسُ الصيني شي جين بينغ عام 2013 والهادفة إلى إنشاء حزام بري من سكك الحديد والطرق

عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري يسمح بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا بكلفة إجمالية تبلغ تريليون دولار لإنشاء ما يسمى بالنظام الدولي الجديد محوره "بكين"، ومموله الأسياسي "اقتصاد الدول العاجزة عن سداد قروضها للتنين الآسيوي".

 

واستحدث المفكر والأكاديمي الهندي براهما تشيلاني مصطلح "دبلوماسية فخ الديون" للإشارة إلى سياسة الصين التي تمنح الدول الفقير قروضا ضخمة رغم معرفتها بعدم قدرة هذه الدول على السداد، وبالتالي تستحوذ على أصولها الاستراتيجية، فضلا عن السيطرة على مواردها الطبيعية وتسخير عمالتها وفتح أسواقها أمام المنتجات الصينية.

 

التعليقات (2)
أبو اليزيد
الأحد، 31-07-2022 08:18 ص
رجاء ألغاء أو خفض الموسيقى التى فى الخلفية لأنها تعمل على التشويش و عدم التركيز خلال مشاهدة الفييديو
zunerafatehi@gmail.com
الجمعة، 29-07-2022 04:32 ص
يوضح المثال السريلانكي الشكل الفريد للصين من "دبلوماسية فخ الديون" ، وهو نظام مفترس مصمم لإيقاع البلدان في قيود عبودية الديون.