صحافة دولية

WSJ: منافسو "ماسك" يخشون أن يستهدفهم بقوته الجديدة

أشارت الصحيفة إلى أن تكتيكات الأرض المحروقة التي يتبعها ماسك أثارت موجات من القلق- الأناضول
أشارت الصحيفة إلى أن تكتيكات الأرض المحروقة التي يتبعها ماسك أثارت موجات من القلق- الأناضول
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا تناولت فيه تصاعد الخلاف بين إيلون ماسك وسام ألتمان، المؤسس المشارك لـ"أوبن إيه آي"، مشيرة إلى تأثير زيادة نفوذ ماسك السياسي من خلال علاقاته مع دونالد ترامب، على تعميق العداء مع ألتمان.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن ألتمان كان يعتقد أن علاقته مع ماسك في وضع جيد، رغم أن ماسك كان قد رفع دعوى قضائية ضده بتهمة خيانة مهمة "أوبن إيه آي"، لكنه سحبها بعد لقاء ودي بينهما في آذار/ مارس، وحتى مع إعادة رفع الدعوى في آب/ أغسطس، بدت العلاقة متقبلة.

وأضافت الصحيفة أنه بعد فوز دونالد ترامب وتحول ماسك إلى ما يصفه البعض برئيس الظل، بدأ الخلاف بينه وبين ألتمان يتصاعد. فقد اتهم ماسك "أوبن إيه آي" بأنها "غورغون تعطل السوق"، ونشر مراسلاته مع ألتمان على "إكس"، ولقبه بـ"سام الماكر".

وأوضحت الصحيفة أن ألتمان، وهو ديمقراطي مسجل اختار عدم دعم أي مرشح في هذه الانتخابات، شعر بالصدمة، وفقًا لشخص مقرب منه.

وأشارت الصحيفة إلى أن تكتيكات الأرض المحروقة التي يتبعها ماسك أثارت موجات من القلق عبر قائمة طويلة من منافسيه من رجال الأعمال، الذين كان من بينهم المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت ورجل الأعمال الخيرية، بيل غيتس، ومؤسس موقع أمازون، جيف بيزوس. وقد تابعوا صعوده إلى مستوى غير مسبوق من السلطة بالنسبة لمواطن عادي بينما يستمر في رعاية مصالحه التجارية الخاصة.

وأضافت الصحيفة أن أغنى رجل في العالم يستعد لأن يتمتع بتأثير كبير ليس فقط على كيفية تفاعل شركاته الست، بما في ذلك "إكس" و"تسلا" و"سبيس إكس"، مع الحكومة الفيدرالية، حيث حصلت "سبيس إكس" على أكثر من 15 مليار دولار من العقود الفيدرالية خلال العقد الماضي، بل أيضًا على كيفية تعامل الإدارة الجديدة مع منافسيه.

اظهار أخبار متعلقة


وأفادت الصحيفة بأن نفوذ ماسك مع ترامب يمتد إلى ما هو أبعد من وزارة الكفاءة الحكومية، وهي الهيئة الاستشارية التي تم إنشاؤها حديثًا والتي سيشارك في قيادتها مع فيفيك راماسوامي بهدف خفض عدد الموظفين الفيدراليين واللوائح التنظيمية.

وتابعت الصحيفة بأنه انضم إلى مكالمات ترامب مع شخصيات مثل رئيس أوكرانيا زيلينسكي والرئيس التنفيذي لشركة ألفابت سوندار بيتشاي، ودفع لترشيح بريندان كار لقيادة لجنة الاتصالات الفيدرالية، وهي وكالة تؤثر على شركاته.

وبينت الصحيفة أن هذا الأمر يضع المنافسين الشخصيين مثل ألتمان في موقف لا يُحسدون عليه؛ وقد وصفه أحد المقربين من عائلة ترامب بأنه "شخص غير مرغوب فيه". وستتمتع الإدارة الجديدة بنفوذ كبير على تنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي الناشئ، بما في ذلك على شركة الذكاء الاصطناعي المنافسة لماسك نفسه، "إكس إيه آي".

وقالت الصحيفة إن علاقات ألتمان الوثيقة مع أصدقاء وأفراد من دائرة ترامب المقربة، بما في ذلك جاريد كوشنر، صهر ترامب، وجوش كوشنر، شقيقه ومالك شركة رأس المال الاستثماري "ثرايف كابيتال" التي تعد من المستثمرين الرئيسيين في "أوبن إيه آي"، لم تنجح حتى الآن في تمرير طلباته، مدركين عدم ترحيب ماسك بها.

وذكرت الصحيفة أن عددا من كبار المديرين التنفيذيين الذين ينافسون شركات ماسك يترددون في التحدث ضده علنًا خوفًا من نفوره منهم في وقت وصلت فيه سلطته إلى مستويات غير مسبوقة، ويقول الأشخاص الذين عملوا مع ماسك إنه يستمد طاقته من فكرة وجود أعداء له.

"قائمة أعدائي"
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب وصل إلى البيت الأبيض بناءً على وعود باستخدام السلطة الفيدرالية "للانتقام" من أعدائه السياسيين. وعلى مدار حياته المهنية، أظهر ماسك نفس الميل للانتقام، مع قائمة طويلة من الأعداء المتصورين الذين استهدفهم عبر المحاكم ومن خلال متابعيه البالغ عددهم 200 مليون متابع على موقع "إكس".

ونقلت الصحيفة إحدى تغريداته؛ حيث قال: "أحيانًا أعتقد أن قائمة أعدائي قصيرة جدًا"، ثم أتبعها لاحقًا بهذه التغريدة: "دخل بيل غيتس في قائمة أعداء ماسك عندما راهن ضد أسهم تسلا.. هناك مقبرة كبيرة مليئة بأعدائي. ولا أرغب في إضافة المزيد إليها، لكنني سأفعل ذلك إذا لم يكن لدي خيار آخر".

وأضافت الصحيفة أن بيل غيتس انضم إلى قائمة الأعداء عندما وضع رهانًا قصيرًا على سهم تسلا، مراهنًا على أن الفائض في السيارات الكهربائية سيؤدي إلى انخفاض سعر شركة ماسك للسيارات. وكان ماسك غاضبًا جدًا لدرجة أنه نشر صورة غير مبهجة لـ"غيتس" على موقع "إكس".
 
وتابعت الصحيفة بأنه استهدف المعلنين الذين سحبوا أموالهم من منصة "إكس" بعد شرائه لها في 2022. وكان البعض يقاطعون المنصة بسبب منشور اُعتبر معاديًا للسامية. وقال في حدث لصحيفة "نيويورك تايمز": "اذهبوا إلى الجحيم. هل هذا واضح؟"، وأضاف: "لا تروجوا للإعلانات"، قبل أن يوجه حديثه إلى الرئيس التنفيذي لشركة ديزني، بوب إيجر، الذي تحدث في وقت سابق وكان من بين المعلنين الكبار الذين توقفوا عن الإنفاق مؤقتا.

اظهار أخبار متعلقة


وأتبع ذلك بمقاضاة تحالف من المعلنين في آب/ أغسطس، زاعمًا أن مقاطعة الإعلانات غير قانونية، مدعيًا على "إكس": ”قد جربنا السلام لمدة سنتين، والآن هي الحرب". وقد نفى التحالف ارتكاب أي مخالفات لكنه حلّ مبادرة سلامة العلامة التجارية التي كانت في مرمى انتقاد ماسك.

في السنة الماضية؛ تحدى ماسك مارك زوكربيرغ إلى مباراة قتالية بعد أن أطلقت ميتا منصة "ثريدز" المنافسة لـ"إكس"؛ حيث تبادل الاثنان الهجوم لأشهر، لكن الفكرة تلاشت عندما ذكر ماسك احتمال احتياجه لعملية جراحية. وفي أيار/ مايو، جدد ماسك التحدي قائلاً: "عرضت عليه القتال في أي وقت وأي مكان، لكن كل ما أسمعه هو الصمت".

ولفتت الصحيفة إلى أن جيف بيزوس، مؤسس "أمازون"، كان أيضًا عدوًا طويل الأمد لماسك. فقد تنافس الرجلان على المركز الأول في قائمة مليارديرات فوربس على مر السنين، حيث يتصدر ماسك الآن القائمة برصيد يقارب الـ330 مليار دولار مقارنة بـ 223 مليار دولار لـ بيزوس، لكنهما يتنافسان أيضًا في مجال إطلاق الرحلات للفضاء.

وفي سنة 2021؛ قدمت شركة الفضاء "بلو أوريجين"، التي يملكها بيزوس، احتجاجًا على عقد "سبيس إكس" بقيمة 2.9 مليار دولار مع وكالة ناسا لتطوير مركبة هبوط لعودة الوكالة إلى القمر. ورد ماسك على الخبر قائلاً: "لا يمكنني أن أرفعه (إلى المدار)". كما أطلق ماسك على شركة بيزوس للصواريخ لقبًا جديدًا، "سو أوريجين"، بعد أن قدمت الشركة التماسًا إلى إدارة الطيران الفيدرالية للحد من عمليات إطلاق "سبيس إكس" في بعض المواقع بسبب المخاوف البيئية.

تأثير ترامب
وقالت الصحيفة إن البعض يشعر بالقلق من أن قرب ماسك الجديد من ترامب يمكن أن يزيد من تلك المنافسات بطرق تصب في صالح قطب التكنولوجيا.

ونقلت الصحيفة عن النائب آدم سميث، وهو ديمقراطي من ولاية واشنطن وعضو بارز في لجنة القوات المسلحة، تصريحاته في مقابلة أجريت معه؛ حيث قال إن قوة ماسك الكبيرة وعلاقاته بترامب يمكن أن تكبح المنافسة، مضيفًا أن "هذا يجعلني متوترًا بشكل عام، الطريقة التي رأيت بها ترامب يتخذ القرارات... وبالتأكيد ماسك أيضًا. ومن الواضح أن ماسك لديه نفوذ الآن".

وتحاول "سبيس إكس" حاليًا الحصول على موافقة من وكالة ناسا وقوة الفضاء على عدد كبير من عمليات الإطلاق لصاروخها "ستارشيب" في كيب كانافيرال ومركز كينيدي للفضاء. ويشعر المنافسون بما في ذلك شركة بوينغ بالقلق من أنه إذا نجحت "سبيس إكس" في ذلك، فقد تزاحم قدرتهم على استخدام المواقع.

ويقول مسؤولو ومستشارو شركات السيارات إنهم يتابعون عن كثب كيف يمكن لإدارة ترامب القادمة أن تفضل "تسلا". وقال ماسك إنه يؤيد إلغاء الائتمان الفيدرالي البالغ 7500 دولار على مشتريات السيارات الكهربائية، والذي قال إنه سيضر بـ"تسلا" ولكنه سيضر بمنافسيها أكثر، كما أنه يمكن لسياسات ترامب الأخرى، مثل الرسوم الجمركية المقترحة على المكسيك، أن تضر بمنافسي "تسلا" التي يصنع الكثير من سياراتها في المكسيك لتصديرها إلى الولايات المتحدة.

وقال أشخاص على دراية بالشركات إن المديرين التنفيذيين في "فيسبوك" التابعة لشركة "ميتا" و"غوغل" التابعة لشركة "ألفابت" يشعرون بالقلق من أن ماسك قد يدفع إلى تنظيم شركاتهم بشكل أكثر قوة، مثل تسليط المزيد من الاهتمام بمكافحة الاحتكار.

واعتبرت الصحيفة أنه من سوء حظ بعض منافسي ماسك أنهم تشابكوا أيضًا مع ترامب في الماضي. فقد وصف زوكربيرغ بـ "زوكيرشموك" و"فيسبوك" بـ "عدو الشعب"، ولقب بيزوس بـ "جيف بوزو" واعتبر "أمازون" احتكارًا.

اظهار أخبار متعلقة


وأفادت الصحيفة بأن زوكربيرغ، الذي علّقت شركته حساب ترامب في 6 كانون الثاني/ يناير، رفض تأييد أي مرشح في هذه الدورة. وفي تشرين الأول/ أكتوبر، سحب بيزوس تأييد صحيفة "واشنطن بوست" لنائبة الرئيس كامالا هاريس للرئاسة، إلا أنهما قدما التهنئة لترامب في وقت لاحق.

وأضافت الصحيفة أن ماسك لا يزال يطارد بيزوس على موقع "إكس" بعد الانتخابات مباشرة، قائلًا: ”لقد علمت للتو الليلة في مارالاغو أن جيف بيزوس كان يخبر الجميع بأن دونالد ترامب سيخسر بالتأكيد، لذا فإن عليهم بيع جميع أسهمهم في "تسلا" و"سبيس إكس". وردّ بيزوس على المنشور قائلاً إن ذلك لم يكن صحيحًا.

وبينما تمضي عملية انتقال السلطة في عهد ترامب قدمًا، يسارع منافسو ماسك إلى توظيف شركات ضغط لها علاقات مع الرئيس المنتخب، على أمل إيجاد قناة خلفية مع الدائرة المقربة من ترامب وإصلاح علاقتهم به وبقطب التكنولوجيا. وقال بعض المديرين التنفيذيين في مجال السياسة العامة إنهم استعانوا بأشخاص وشركات على صلة برئيسة موظفي ترامب، سوزي وايلز، وكذلك بأشخاص مقربين من دونالد ترامب الابن.

وبينت الصحيفة أن آخرين اتخذوا نهجًا علنيًا نحو السلام. فقد تجادل الملياردير مارك كوبان، الذي كان بديلًا لنائبة الرئيس كامالا هاريس، مع ماسك كثيرًا خلال الحملة، لكنه هنأ كلاً من ترامب وماسك على موقع إكس بعد فوز ترامب، وكتب: "لقد فزت بعدل وإنصاف".

"سام الماكر"
وأفادت الصحيفة بأن منافسة ماسك مع ألتمان ربما تكون الأكثر حدة في الوقت الحالي، فقد شارك ماسك وألتمان في تأسيس "أوبن إيه آي" في 2015 كمنظمة غير ربحية لمنافسة "غوغل"، بهدف تطوير الذكاء الاصطناعي العام لصالح البشرية. ولكن مع تصاعد ضغوط جمع التبرعات للشركة، رفض ألتمان وبقية مؤسسي الشركة محاولة ماسك للسيطرة عليها في 2017، رغم أنه كان الممول الرئيسي لها. وغادر ماسك مجلس إدارة "أوبن إيه آي" في 2018، وبعد فترة قصيرة أطلقت الشركة فرعًا ربحيًا وتلقت استثمارًا كبيرًا من "مايكروسوفت".

ويزعم ماسك في الدعوى القضائية التي رفعها أن ألتمان خدعه لتمويل "أوبن إيه آي" كمنظمة غير ربحية، بينما كان ينوي تحويلها إلى شركة ربحية تقليدية، ما يعد خيانة لمهمتها غير الربحية، وقد أعلنت "أوبن إيه آي" منذ ذلك الحين أنها تخطط للتحول إلى شركة ربحية.

ووصفت "أوبن إيه آي" الدعوى القضائية بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وبعد مغادرة "أوبن إيه آي"، أسس ماسك شركة ذكاء اصطناعي منافسة باسم "إكس إيه آي".

وقد ينتهي الأمر بمكانة ماسك على الطاولة السياسية إلى تفضيل شركة "إكس إيه إي" على شركة "أوبن إيه آي" التي أسسها ألتمان في الوقت الذي يحث فيه البعض الحكومة الفيدرالية على التدخل لصالح إحدى الطرفين.

ولطالما كان ألتمان أحد أبرز الأصوات التي تدعو الحكومة إلى تمويل تطوير الذكاء الاصطناعي. وقد حاول إقناع الولايات المتحدة بدعم جهود "أوبن إيه آي" في أيامها الأولى دون جدوى.

وقبل الانتخابات، التقت "أوبن إيه آي" مع حملتي ترامب وهاريس لعرض رؤيتها لاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وقال كريس ليهان: "نرى هذه التكنولوجيا كأمر يتجاوز السياسة، وكل أمريكي يريد أن تتفوق أمريكا على الصين في هذا المجال".

وذكرت الصحيفة أن ترامب يفكر في تعيين "قيصر للذكاء الاصطناعي" الذي سيكون له تأثير ليس فقط على سلامة الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضًا على البنية التحتية والقدرة التنافسية للولايات المتحدة ضد الصين.

وعلى عكس بعض خصوم ماسك الآخرين، ردّ ألتمان علنًا على ماسك منذ الانتخابات، على الرغم من قوته المتزايدة.

وقالت الصحيفة إن ألتمان حرص على عدم تنفير الرئيس المقبل، ففي صباح يوم فوز ترامب، نشر ألتمان تهانيه على منصة "إكس". وكسر أسلوبه المعتاد في التعبير عن احترامه للرئيس الجديد للعالم الحر، وكتب: "تهانيئا للرئيس ترامب. وأتمنى له النجاح الكبير في مهمته".

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تصريحات ماسك؛ حيث قال إنه يتوقع أن يخلق منصبه الجديد مع ترامب المزيد من الأعداء في الأشهر المقبلة. وقد نشر ماسك على موقع "إكس" في وقت سابق من هذا الشهر: "في الواقع، سيكون هذا عملًا شاقًا، وسيخلق الكثير من الأعداء والتعويضات صفر".

التعليقات (0)