لقي ثلاثة من موظفي
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في
السودان مصرعهم نتيجة
ضربة جوية
استهدفت مجمعًا تابعًا للبرنامج في ولاية النيل الأزرق، فيما اقتربت أعداد القتلى في "الفاشر" من 800 جراء عمليات "الدعم السريع".
وأثارت هذه الحادثة استنكارًا عالميًا وأعادت تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها العاملون في
المجال الإنساني في مناطق النزاع.
ووفقًا لتقارير
برنامج الأغذية العالمي، كان الموظفون الثلاثة في المجمع الذي تم استهدافه بضربة جوية أثناء قيامهم بمهام إنسانية في المنطقة.
وولاية النيل الأزرق، التي تقع
بالقرب من الحدود الإثيوبية، كانت تشهد توترات أمنية نتيجة الصراع المستمر في
السودان، مما جعل الوضع أكثر خطورة للعاملين في المنظمات الإنسانية.
وفي رد فعل على الهجوم،
عبر برنامج الأغذية العالمي عن صدمته وحزنه العميق، مؤكدًا أن هذا الهجوم يعد
جريمة غير مبررة تستهدف الإنسانية، وأشار البرنامج إلى أن الضحايا كانوا من
الموظفين الذين يسعون لتقديم المساعدة للمحتاجين في المناطق المتضررة من النزاع في
السودان.
اظهار أخبار متعلقة
ومن جانبها، أدانت
وزارة الخارجية السودانية الهجوم، وأكدت أنها لم تكن على علم بأي عمليات عسكرية
ناتجة عن الجيش السوداني في المنطقة التي تم استهدافها، وأوضحت الوزارة أن القوات
المسلحة السودانية ليس لديها عمليات نشطة في ولاية النيل الأزرق في الوقت الحالي.
كما أكدت الوزارة
رفضها القاطع للهجمات على العاملين في المجال الإنساني، مشيرة إلى أن استهداف
الوكالات الإنسانية والعاملين في المجال الإغاثي هو انتهاك واضح للقانون الدولي
الإنساني. وأعربت عن التزامها بحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم
أثناء تنفيذ مهامهم في أنحاء البلاد.
ويعد هذا الحادث تذكيرًا مأساويًا بالصعوبات التي يواجهها العاملون في مجال
الإغاثة في السودان، حيث يعاني ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد من آثار
النزاع المسلح والفقر المدقع.
وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، تم تقديم المساعدات
الغذائية إلى أكثر من 800,000 شخص في المناطق المتضررة أو المعرضة لخطر المجاعة.
اظهار أخبار متعلقة
ويواجه العاملون في
مجال الإغاثة تحديات كبيرة في تأمين وصول المساعدات إلى المحتاجين بسبب النزاع
المسلح، والذي يعرضهم باستمرار لمخاطر الهجمات من جميع الأطراف المتنازعة. هذه
الحادثة تلقي الضوء على الحاجة الملحة لتوفير بيئة آمنة للعاملين في المجال
الإنساني.
وأبدت العديد من
المنظمات الدولية والإنسانية استنكارها لهذا الهجوم، داعية إلى محاسبة المسؤولين
عن استهداف العاملين في المنظمات الإنسانية، كما شددت هذه المنظمات على ضرورة
توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني في جميع مناطق النزاع في العالم.
قتلى الفاشر
من جهتها، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، مقتل 782 مدنيا على الأقل وإصابة أكثر من 1143 آخرين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، جراء حصار قوات الدعم السريع للمدينة منذ أشهر.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في بيان، إن "الحصار المستمر للفاشر والقتال المتواصل يدمران حياة الناس كل يوم على نطاق واسع".
وأضاف: "هذا الوضع المثير للقلق لا يمكن أن يستمر، ويجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار الرهيب".
ودعا المسؤول الأممي أطراف النزاع إلى "وقف الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية .. والامتثال لالتزاماتهم وتعهداتهم بموجب القانون الدولي".