تكلم حتى أراك

في الأسبوع الماضي خرج علينا المنقذ أو النبي المُرسل كما يصورة شيوخ السلطان بكلمات تكشف عن عقلية خاوية فارغة حتى من أي تفكير عقلاني في عدة طلبات من أبناء الشعب الكادحين أو من الطلبة سواء بتبرع براتب شهر أو الذهاب إلى الجامعة سيراً على الأقدام ولا أعلم المغزى الاقتصادي من الذهاب إلى الجامعة سيراً حتى الآن ولكن الذي أعلمه أن هذا هو نفس التفكير النمطي المتحجر الذي سار عليه من أفسدوا الحياة الاقتصادية والسياسية من قبله.

ولكن سيدي المنقذ هل قمنا باستفاذ جميع الوسائل الممكنة لتوفير موارد مالية في الموازنة العامة للدولة؟ هل حقاً قمنا باستنفاذها فلم يتبقى إلى فتح باب التبرع؟

هل قمنا بتطبيق الحد الأعلى للأجور على أساس إجمالي الراتب على جميع وزارات وقطاعات الدولة؟ أم دائما كتب على هذه الدولة أن يكون هناك قطاعات ووزارات فوق القانون والدستور؟ أم أن هذا القرار سوف يطالك ويطال مؤيديك فتهتز تحت قدميك ما تبقى من الأرضية المتهاوية التي تقف عليها.

هل قمنا بتطبيق مبدأ وحدة الموازنة العامة للدولة فقمنا بإغلاق الصناديق (الصناديق: هي صناديق خاصة في بعض الوزارات والهيئات الحكومية تقوم تلك الهيئة بتحصيل إيرادات بها بسندات غير تابعة لوزارة المالية ويقوم رؤساء تلك الهيئات بالتحكم بأوجه الصرف في تلك الصناديق) والتي تعتبر من أكبر بؤر الفساد في مصر وجعل إيرادات تلك الصناديق تذهب مباشرة للموازنة العامة للدولة؟

هل قمنا سيدي المنقذ بضم إيرادات المحاجر والمناجم (والتي هي تابعة مباشرة للمحافظات يتحكم في أوجه صرفها المحافظين) هل قمنا بضم إيراداتها إلى الموزنة العامة للدولة؟

هل قامت الدولة بتطبيق الضرائب التصاعدية على رجال الأعمال وأصحاب الدخول المرتفعة؟
هل قامت الدولة متمثلة في وزاراتها بعمل  تقشف في بنود السيارات ورحلات الطيران ومكاتبها الفارهة؟
هل وهل وهل وهل ... ؟

في النهاية أود أن أقول إن تلك الكلمات التي صدرت من شخص يصورة البعض بالفارس المنقذ أو النبي المُرسل توضح لنا مدى ظُلمة صورة المستقبل إذا ما تولى أصحاب هذه العقول المجوفه مقاليد الحكم في البلاد.