محمد الحوثي يتحدث عن تحقيق "تطور صناعي عسكري"

تحدث رئيس "اللجنة الثورية العليا" التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، محمد علي الحوثي، في تصريحات مثيرة له، عن تحقيق الجماعة "تطورا صناعيا عسكريا".

جاء ذلك في مقابلة له مع "موقع قناة العالم" الإيراني، إذ قال الحوثي إن هناك "نضجا كبيرا جدا لدينا في المجال العسكري"، ولم يوضح كيفية حدوث ذلك، إلا أن الكثيرين يرجحون أن الدعم والتمويل الإيراني هو السبب، إلا أن الجماعة تصر على رفض ذلك، وتقول إنه تطورها الصناعي العسكري اكتسب من خلال "الخبرة".

وقال إن الجماعة حققت "تطورات صناعية جديدة لا يمكن البوح بها، أو الحديث عنها في هذا الوقت"، مضيفا أن "لدينا تطورا نوعيا ذاتيا، مكتسبا من خلال الخبرة والتجربة"، وفق قوله.

ونفى الحوثي في حديثه للقناة الإيرانية، صحة حديث دول التحالف العربي عن التأثير على هذه القدرات العسكرية، قائلا: "أعتقد أنهم يعلمون جيدا أن ما يقولونه غير صحيح".

وتابع بأن دول التحالف "تتحدث بهذا الحديث من أجل أن توهم الخارج بأن المعركة انتهت، لأنه يوجد ضغط كبير جدا عليها عندما تستمر المعركة معنا لما يقارب العام والشهرين".

وأضاف أن هذه الدول "تريد كسب الوقت بهذا الحديث، وتقول إنها تسيطر على ثلثي اليمن وغيرها، ولكن الواقع خلاف ذلك".

وقال إن دول التحالف تزعم بأنها حررت مناطق إلا أنها لا تسيطر على شيء منها.

وتساءل الحوثي: "إذا كانوا يسيطرون على المساحة التي يشيرون إليها في وسائل الإعلام، فلماذا لا يتواجدون فيها؟"، ووصف القوات الموالية لعبد ربه منصور هادي بأنها "مرتزقة"، وتساءل أيضا: "لماذا لا يتواجد هادي ومرتزقته داخل عدن ومأرب والمناطق التي يزعمون تحريرها".

ودعا الحوثي "سفراء الدول الكبرى" إلى ضرورة إبعاد الرئيس اليمني الذي أصر على أن يصفه في المقابلة بـ"الرئيس المستقيل".

ووصف ما تقوم به السعودية وحلفها العربي في اليمن، بـ"العدوان السعودي"، متهما أنه "حقق خطوات عدة في اليمن، منها دعم الإرهاب وتوسعه فيه، وكذلك استطاع تحقيق الدمار والخراب في الوطن، من تدمير البنية التحتية، وقتل الكثير من المدنيين، وهذه هي الإنجازات التي حققها"، وفق قوله.

العلاقة مع السعودية

وفي ما يخص الحديث عن تغير العلاقة مع السعودية، قال رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين: "إن التقارب في العلاقة بيننا وبين أي دولة عربية أو إسلامية هو أمر إيجابي، وهذا ما يفترض أن يكون، لكننا لسنا من ذهب إلى توتير العلاقات مع الآخرين، هم من أتوا لضربنا، والاعتداء علينا".

واتهم السعودية بأنها تماطل في التهدئة.

ونفى الحوثي في معرض حديثه، وجود أي توتر أو خلاف بين حركة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، وقال إنهم الآن يجلسون على طاولة واحدة ويمثلون فريقا واحدا.

ووصف العلاقة بين حركة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي بأنها "تحالف سياسي من أجل الدفاع عن الوطن".

وفي ما يخص المفاوضات الجارية في الكويت، قال: "إن من ذهب من وفد الرياض إلى الكويت لا يملك قرارا، ولا يملك إرادة، وبالتالي على السلطات الكويتية أن تتواجد في الملف أكثر من كونها مستضيفة فقط". 

وكشف الحوثي أن إسماعيل ولد الشيخ نصح رئيس الوفد اليمني محمد عبد السلام بأن تتم التفاهمات مع السعوديين ومن ثم الجلوس على الطاولة، موضحا أن التعقيدات التي سادت على التفاوضات سببها أن أمريكا لا تريد الحل، وهي من صرحت وأعلنت أن السلام في اليمن ما زال بعيد المنال، وفق قوله.

واتهم الولايات المتحدة بأنها هي التي تدير الحرب في اليمن، لافتا إلى أن التغير الأخير في الموقف الأمريکي "لم نلحظه إلا في التصريحات فقط، وفي الواقع لم نشهد أي جدية".

الروس أكثر الناس وقوفا معنا

وحول الموقف من الروسي، قال الحوثي: "نحن ننظر إلى الروس بأنهم يتعاملون مع القضية اليمنية تعاملا إيجابيا نوعاً ما، ونتعامل معهم باحترام، وننظر إليهم أنهم من أكثر الناس وقوفا إلى جانب الشعب اليمني، وتحركا من أجل الوصول إلى حل".

المبعوث الأممي "منحاز"

وفي معرض اتهاماته، قال إن ولد الشيخ "غير محايد" و"ما زال يعمل لصالح الآخرين"، مضيفا أنه "ليست لدينا أي تحفظات عليه.. لكن على أداء دوره نعم.. إنه غير محايد، ولا يزال يعمل لصالح الآخرين، والمفترض به أن يكون على مساحة متساوية من الجانبين".

وأضاف أن "الأمم المتحدة لم تقم بدورها، وممثلها كذلك لم يقم بدوره، والكل أبلغ بهذه المشكلة والمأساة، والسفراء يعلمون ذلك بقوة.. بل إن بعضهم حتى كان قد خضع للتفتيش".