سياسة عربية

"عربي21" تكشف تفاصيل مؤتمر جنين وتنشر وثيقة المبادئ.. حماس والجهاد لن تشاركا

حماس قاطعت مؤتمر جنين بسبب أحداث نابلس- الأناضول
كشفت صحيفة "عربي21" تفاصيل مهمة عن المؤتمر الفصائلي الذي يعقد بمبادرة شعبية و المزعم عقده في جنين يوم غد السبت، بمشاركة فصائلية ومجتمعية تضم الطيف السياسي الفلسطيني.

وعن تفاصيل المؤتمر والهدف من عقده، أوضح أحد المشرفين وميسر المؤتمر، رمزي فياض، أن المؤتمر سيعقد في موعده غدا السبت الساعة العاشرة صباحا، بمشاركة جميع الفصائل، ما عدا حركة "حماس" التي "اعتذرت رسميا" عن المشاركة بسبب "أحداث نابلس"، حيث اعتدت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على موكب تشييع الشهيد الأسير المحرر عبد الفتاح خروشة (49 عاما) الثلاثاء الماضي، وهو منفذ عملية حوارة التي أسفرت عن مقتل مستوطنين.

وأوضح في حديث خاص لـ"عربي21"، أنه "تم إعداد وثيقة مبادئ بمبادرة شعبية بعنوان "وثيقه جنين الوطنية"، شارك في إعدادها شخصيات وطنية ذات تنوع سياسي من جنين، وهذه المبادرة عرضت على القوى والفصائل بمن فيهم حركة حماس ووافقت عليها، وعلى هذا الأساس تم ترتيب موعد المؤتمر".

وأضاف فياض: "لكن بسبب الأحداث التي حصلت في نابلس (الاعتداء على جنازة الشهيد خروشة)، فوجئنا بموقف الإخوة في حماس؛ لأنهم يرون أن الظرف غير مناسب بعد السلوك الذي حصل في نابلس بأن يحضروا المؤتمر، لذا أكدوا غيابهم"، لافتا إلى أنه "لا يوجد اعتراض على ورقة المبادئ من كل القوى، كانت هناك بعض الملاحظات وتعديلات، لكن هناك اتفاق على الجوهر من جميع الفصائل بمن فيهم حماس وفتح".

اقرأ أيضا: "حماس" و"الجهاد" تقاطعان مؤتمرا في جنين بسبب الاعتداء على تشييع "خروشة"

ونوه إلى أنه "تم صياغة هذه الورقة الوطنية بالتشاور، وإلغاء المؤتمر في ظل تصاعد حالة التوتر، سيجعل من الصعب إطلاق هذه الوثيقة المتفق عليها، وبالتشاور مع اللجنة التحضيرية، قررنا أن نعلن المبادرة التي تم الاتفاق عليها بمن حضر، والإخوة في حماس الغائبين رسميا عن المؤتمر، ولكن عمليا، هذا يلغي ملكيتهم في الوثيقة التي ستعرض في المؤتمر، مع توضيح موقف الفصائل منها بمن فيهم حركة حماس".

وأشار ميسر المؤتمر، إلى أن "القوى والفصائل في مخيم جنين الحاضرة، هي قوى وفصائل موحدة في الميدان، وبغض النظر عن موقف القيادات، المبادرة هي مبادرة شعبية وتمت بالتشاور ومتفق عليها، وما سيعلن هي مادة متفق عليها"، مؤكدا أنه "تم استشارة الإخوة في حماس بشأن المبادئ، وأبدوا موافقتهم عليها، ونحن نتفهم قرارهم بالغياب عن المؤتمر لهذا السبب الطارئ، وليس رفضا للوثيقة".

ورأى أن "وجود وثيقة متفق عليها، إنجازٌ ويجب أن يعلن"، مرجحا أن "تشكل الوثيقة عامل استقطاب للقاء آخر بمستوى آخر في مكان آخر".

وعن مشاركة حركة الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل، قال فياض: "حدث سوء فهم، أرسلت للإخوة في حركة الجهاد الرسالة التي وصلت إلي من ممثل حماس، واجتمعنا أمس مع حركة الجهاد وتم توضيح الأمر، وحركة الجهاد حاضرة ومشاركة في المؤتمر".

ونبه إلى أن "الجهود والاتصالات متواصلة مع حركة حماس ولم تتوقف، ونحن نتفهم موقفهم، وهناك اتصالات على مستويين: الرسمي؛ تم إبلاغنا بالموقف الرسمي، والثاني على المستوى الشخصي؛ اليوم يمكن أن نتلقى جوابا بحضور شخصي ممن يحملون الفكر السياسي لحركة حماس، وهذا غير ثابت حتى الآن، لكن من حقهم علينا الحفاظ على أن نعلن موقفهم من الوثيقة، التي تم استشارتهم فيها وشاركوا فيها ووافقوا عليها، والغياب لا يلغي حقهم في الوثيقة".

وأفاد بأن "الفصائل المشاركة في المؤتمر إضافة إلى الجهاد الإسلامي، هي: فتح، الفصائل والقوى الممثلة في منظمة التحرير وممثل الجبهة الشعبية، إضافة إلى المجتمع المدني رؤساء بلديات، وحاولنا أن يكون هناك تمثيل جغرافي أيضا".

وذكر ميسر المؤتمر، أنه بلغ أمس الخميس من قبل حماس بالغياب عن المشاركة في المؤتمر، مؤكدا أن "قيادة حماس كانت إيجابية جدا في مناقشة أو التحفظ على أي بند من بنود الوثيقة، وكانوا موافقين على الفكرة التي أرسلت لهم، وقالوا على بركة الله".

ولفت إلى أن "بقاء المؤتمر في موعده، لا يعني التقليل من شأن الإخوة في حركة حماس، بل هو إصرار على حفظ حقهم رغم عدم المشاركة، وأيضا شعبنا بحاجة لأن يسمع أي أخبار طيبة وإيجابية، خاصة في ظل هذه الأجواء والظروف الصعبة؛ لأن ما يبث في هذه الأيام في معظمه سلبي ولا يصب في صالح شعبنا".

وأعرب فياض في نهاية حديثه مع "عربي21"، عن أمله أن "يزول هذا الظرف الطارئ ويستكمل الحوار الوطني بين جميع الفصائل"، منوها إلى أنه "يمكن تحويل هذه الوثيقة إلى وثيقة شعبية يتم التوقيع عليها، من أجل خلق لوبي ضاغط على صناع القرار الفلسطيني، والبدء بمسيرة جدية؛ لأننا في حال كنا موحدين، سنؤثر على حكومة الاحتلال العنصرية".

ورغم حديث ميسر المؤتمر عن مشاركة حركة الجهاد، إلا أن مصادر خاصة رفيعة المستوى أكدت لـ"عربي21"، أن "حركة الجهاد الإسلامي لن تشارك في مؤتمر جنين". 

نص "وثيقه جنين الوطنية".. المبادئ العامة


وحصلت "عربي21"، على تفاصيل المبادئ العامة الواردة في "وثيقه جنين الوطنية"، التي أكدت في مطلعها أن "عملية التحوّل النضالي تقتضي إعادة صياغة المفاهيم العامة باتجاه آليات يمكن تطبيقها، ولهذا اقتضى فلسطينيا تغيير أنماط السلوك من خلال مجموعة كبرى متكاملة من التحولات، من أهمها: التغيير من مناخ اليأس والقدرية إلى مناخ الثقة بالذات والقدرة على التحكّم في المصير، والانتقال من القدرية التي يفرضها الاحتلال إلى التوجهات المستقبلية".

وفي هذا السياق، "لا ينبغي توجيه طاقات الشعب الفلسطيني لتصفية الحساب مع الماضي وإهمال تحديات الحاضر وتأجيل التفكير في آفاق المستقبل، وانطلاقا من هذا المفهوم، يأتي إعلان "وثيقة جنين الوطنية" لتمثل خارطة طريق نحو عقد وطني اجتماعي وحدوي في مواجهه حكومة اليمين العنصري الصهيوني المجرم، حفاظا وتجسيدا للنضال والتضحيات".

وتضم الوثيقة في "خيوطها العامة 7 بنود؛ أولا: "الدعوة لعقد لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وتفعيل القيادة الوطنية السياسية والميدانية الموحدة التي يقع على عاتقها صياغه برنامج وطني ونضالي موحد".

ثانيا: "ترسيخ مفهوم الوحدة السياسية والجغرافية والشعبية، ورفع شعار الشعب والسلطة والمقاومة في خندق واحد.

اقرأ أيضا: أمن السلطة يقمع جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة منفذ عملية حوارة (شاهد)

وثالثا: إعلان حاله الاشتباك النضالي والسياسي والقانوني مع المشروع العنصري الصهيوني، ونظام التفريغ العنصري في كل الساحات الوطنية والمحافل الدولية والجهات القانونية، وحشد كل الطاقات لعزل نظام التفريغ العنصري الصهيوني وهزيمته".

وأما رابعا: "الدعوة لتشكيل حكومة وحده وطنيه تتولى إداره شؤون المواطنين، وفق برنامج تعزيز الصمود والمواجهة.

وخامسا: إطلاق مبادرة التكافل الاجتماعي والوطني والاقتصادي بين مختلف قطاعات شعبنا في كل الساحات، بما يكفل تخفيف أعباء الحصار الصهيوني، وخاصه عن أهلنا في قطاع غزة".

سادسا: "فضح سياسات الاحتلال؛ القتل والعنصرية والحصار والإغلاق والاستيطان والتهويد، وذلك على طريق محاسبته على جرائمه وتشكيل قوة دولية رسمية في مواجهة الاحتلال، إضافة إلى المضي قدما في التوجه إلى المؤسسات الدولية ذات العلاقة، وتعزيز دور منظمات حقوق الإنسان في فضح الانتهاكات الإسرائيلية وملاحقتها، ومطالبة العالم بإعلان إسرائيل نظام أبرتهايد كامل"

وأخيرا، سابعا: "التأكيد أن مقاومة المحتل بأشكالها كافة، حق مشروع، ضمنته كل المواثيق والأعراف الدولية في مواجهة الاحتلال".

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع