مقابلات

"عربي21" تلتقي ناشطة أمريكية مناهضة لحرب غزة دأبت على تأنيب أعضاء الكونغرس

بنجامين: موقف المُشرع الأمريكي من الحرب على غزة أمر مخزِ
تقتحم أروقة الكونغرس وتتحرك فيها بهمة ونشاط كأنها شابة في العشرين من عمرها، غير مكترثة بكبر سنها، ولا بالأمن الذي يحمي المُشرعين الأمريكيين، الذين تواجههم بصلابة وتصرخ في وجههم معارضة صمتهم على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

إنها الناشطة الأمريكية ميدي بنجامين البالغة من العمر 71 عاما، أو كما يُطلق عليها ذات الرداء الوردي، نسبة إلى لون اللباس الرسمي للحركة النسوية المنضوية تحتها "كود بينك"، والتي شاركت في تأسيسها في خريف عام 2002.

ولمعرفة من أين تستمد هذه القوة وموقفها من دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للحرب على غزة، حاورتها "عربي21" في حوار خاص، قالت فيه، إنها "تشعر بالرعب من الموقف الذي يتبناه العديد من المسؤولين المنتخبين لدينا تجاه الحرب على غزة، ولكنني لست متفاجئة".


وأوضحت بنجامين أنها تستمد قوتها من النشطاء العديدين الذين يشاركونها نفس الموقف المناهض للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأنهم يواجهون سوية المسؤولين الأمريكيين، ومن خلال النشطاء تستمد هذه القوة النابضة.

وأكدت أنها ترفض التصويت للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، وأيضا ترفض التصويت للرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المُقبلة، وستختار التصويت لمرشح مستقل أو مرشحة حزب الخضر.


وتاليا نص الحوار:

ما رأيك بالموقف الأمريكي الرسمي من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟
أشعر بالرعب من الموقف الذي يتبناه العديد من المسؤولين المُنتخبين لدينا ولكنني لست متفاجئة، حيث تتمتع جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل بقبضة مالية على العديد من السياسيين لدينا. لدرجة أنهم حتى لو وافقوا على حدوث إبادة جماعية، فإنهم لن يقولوا ذلك علنًا أو لا يستطيعون قول ذلك علنًا، لأنهم معرضون لخطر فقدان الدعم المالي من لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك) أو مواجهة منافس تدعمه هذه اللجنة في الانتخابات المقبلة، ومن المحتمل أن يفقدوا مقعدهم.

إنه أمر مخزِ، فليست هذه هي الطريقة التي من المفترض أن تعمل بها الديمقراطية، ولكنني مع ذلك أشعر بالإلهام لأن غالبية الجمهور الأمريكي يرون بالضبط ما يحدث. حيث تشير استطلاعات الرأي المتعاقبة إلى أنهم يريدون وقف إطلاق النار في غزة ولا يريدون أن يستمر المسؤولون المُنتخبون في إرسال الأموال والأسلحة إلى إسرائيل.

نراكِ تلاحقين المسؤولين والمشرعين الأمريكيين لمعارضة موقفهم من الحرب على غزة بهمة ونشاط، ما سر هذه القوة التي لديكِ، ومن أين تستمدينها؟
إن أي قوة أملكها هي مستمدة من العديد من النشطاء الذين يظهرون معي كل يوم للسير في قاعات الكونغرس للدفاع عن الشعب الفلسطيني في غزة.

إنها قوة الناس، وأنا لست الوحيدة التي تواجه هؤلاء المسؤولين الفظيعين – هناك أيضا الطلاب والممرضون والممرضات والمعلمون والأطباء والشيوخ المتقاعدون - إنها مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يستمر عددهم في التزايد.


ما المطلوب من النشطاء الأمريكيين للتأثير على المشرع الأمريكي لتغيير موقفه من الحرب على غزة؟
تعلمنا من خلال التحدث مع العديد من المسؤولين المُنتخبين وموظفيهم أن آلاف المكالمات الهاتفية والزيارات المكتبية ورسائل البريد الإلكتروني التي يتلقونها لها تأثير، وأن الضغط الشعبي يعمل.

إنهم يرون الاحتجاجات والمسيرات شبه اليومية التي تحدث وقد يكون لها بعض التأثير، ولكن من يتأثرون بهم حقًا هم ناخبيهم الذين يدعونهم إلى الأماكن العامة مثل اجتماعات مجلس المدينة، أو يدعونهم للظهور في الحملات الانتخابية، حتى إن لدينا أشخاصًا يحتجون في منازلهم، لهذا يجب أن نواصل الضغط بكل الوسائل والأشكال.

قرر بعض الناخبين الأمريكيين عدم التصويت لبايدن بسبب موقفه من الحرب على غزة، وفي ذات الوقت هم ضد عودة ترامب للبيت الأبيض، أنتِ ما هو موقفك؟
بالتأكيد، نظراً لقوة الولايات المتحدة فلا يمكننا أن نتوقع محاسبة الرئيس بايدن أمام المحكمة الجنائية الدولية، لذا فإننا يجب أن نحاسبه في صناديق الاقتراع، وبالنسبة لي لن أصوت أبدًا لشخص سمح بارتكاب إبادة جماعية تحت إشرافه.

كما أنني لن أصوت أبدًا لصالح دونالد ترامب، وأشعر بالقشعريرة من فكرة أن يصبح رئيسًا للمرة الثانية، لكنني ملتزمة بالتصويت إما للمرشح المستقل كورنيل ويست، أو مرشحة حزب الخضر جيل ستاين.

وإذا خسر بايدن، فسيكون ذلك خطأه هو، وليس خطأ الناخبين الذين، بضميرهم الحي، لم يتمكنوا من التصويت لصالحه.


يّذكر أن منظمة "كود بينك" والتي شاركت الناشطة ميدي بنجامين في تأسيسها، هي حركة نسوية أمريكية انطلقت في خريف عام 2002، وذلك للتعبير عن رفض قرار إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن باجتياح العراق.


وقد وُلدت هذه الحركة في 17 تشرين الأول/ نوفمبر من عام 2002، بعد إطلاق الناشطتين السياسيتين ميديا بينجامين وجودي إيفانز اعتصاما بمشاركة أكثر من مئة امرأة أخرى ضد عزم الإدارة الأمريكية على اجتياح العراق.

واستمرت حركتهن الاحتجاجية أكثر من 4 أشهر، شاركت فيها آلاف النساء والعشرات من الشخصيات العامة وما يزيد على الـ25 مبادرة وحركة نسوية أخرى.

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع