ملفات وتقارير

تفاعل واسع مع هجمات حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.. هل تتحّول لحرب شاملة؟

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على كامل القطاع المحاصر- جيتي
بالتزامن مع إعلان حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، عن انطلاق ما وصفها بـ"المرحلة الأولى" من ردّه على الاغتيال الإسرائيلي لقائده العسكري، فؤاد شكر، في بيروت، بتاريخ 30 تموز/ يوليو الماضي. قال الاحتلال الإسرائيلي إن طائراته الحربية شنّت، منذ ساعات الفجر، أكثر من 50 غارة على مختلف القرى والبلدات الجنوبية اللبنانية، في ما أسمتها "الضربة الاستباقية". 

وفي الوقت الذي يتواصل فيه التصعيد العسكري بين الطرفين، وتتوالى عمليات استهداف عدّة مواقع عسكرية وأمنية، من قبيل إطلاق حزب الله لحوالي 320 صاروخا، استهدف قواعد عسكرية إسرائيلية، بما فيها هدف عسكري نوعي في العمق، قالت إنه "سيتم الكشف عنه لاحقا"؛ فُتح النقاش على مصراعيه، بين عدد من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن الدولي، وكذا بين رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بين من يقول: "هناك حرب كبرى تُطبخ على مهل"، وبين من ينفي الأمر.

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين، قولهم إن "إسرائيل وحزب الله تبادلا الرسائل عقب تبادل إطلاق النار، الأحد، من أجل عدم زيادة التصعيد"، مبرزين أن "الرسالة الرئيسية من تبادل القصف المكثف اليوم الأحد، أن التصعيد قد انتهى، وأن أيّا من الجانبين لا يريد حربا شاملة". 

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، قوله "إن "الولايات المتحدة ساعدت الجيش الإسرائيلي في رصد وتعقّب ما أطلقه حزب الله اللبناني، فجر الأحد، من صواريخ باتجاه إسرائيل"، مردفا بأنها "لم تتدخل بشكل مباشر".

وبحسب الوكالة الفرنسية، أضاف المسؤول، الذي اختار عدم الكشف عن هويته، أن "الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الوقائية لإسرائيل، مساء أمس، وأنها قدّمت معلومات استخباراتية، وعمليات رصد واستطلاع لتعقب الضربات التي كان مصدرها حزب الله اللبناني"، مشيرا إلى أن "المساعدة الأمريكية لمواجهة هذه الهجمات لم تكن ضرورية".

إلى ذلك، رصدت "عربي21" جُملة من التعليقات والتغريدات، خلال الساعات القليلة الماضية، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، والبداية من محمد المختار الشنقيطي، وهو أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، الذي كتب في حسابه الخاص: "أي ضربة لإسرائيل من إيران أو حزب الله أو أنصار الله مهما تكن رمزيتها تخدم غزة وفلسطين".

وأوضح الشنقيطي: "لأنها تزلزل هذا الكيان الملفَّق من أشتات بشرية، وتضعف ثقته في مستقبله وتزيد نزيفه بالهجرة. فالتشكيك فيها خدمة مجانية للعدو، وهو أيضا يخدم إيران وحلفاءها، ويضر المشككين السابحين عكس ضمير الأمة"، فيما قال عبر تغريدة ثانية: "سأصَدِّقك في أن هجمات حزب الله  ضد إسرائيل مجرد مسرحية إذا أرَيْتني مسرحياتِك ضد إسرائيل".

وأضاف: "سأصدِّقك في أن تهديدات إيران لإسرائيل مجرد عنتريات إذا أسْمَعْتني عنترياتِك ضد إسرائيل. لا أطالبك بأكثر من مسرحياتٍ عبثية وعنترياتٍ جوفاء يا صديقي.. فهل تجرؤ عليها؟! مجرد تساؤل بريء"؛ فيما كتب إيهاب الأشري، وهو ناشط على التواصل الاجتماعي: "طبيعي، نفس سبب إنهاء حرب أكتوبر، حزب الله ليس قوة عظمى كي يحارب أمريكا التي حضرت بأساطيلها وقواعدها وتحالفاتها".

وتابع الأشعري، عبر تغريدته، التي حظيت بتفاعل واسع: "أمريكا لن تتردد في استخدام السلاح النووي ومسح أي دولة غير نووية من الوجود إذا تعرض وجود إسرائيل للخطر، كلها حرب استنزاف إلى أن تتصارع القوى النووية فقط".

تجدر الإشارة إلى أنه منذ اللّحظات الأولى من إعلان حزب الله اللبناني عن شنّه هجوما جويا، بعدد كبير من المسيّرات والصواريخ نحو عمق الاحتلال الإسرائيلي؛ تداول عدد متسارع من رواد مُختلف مواقع التواصل الاجتماعي مع المقاطع التي بثّها حزب الله، توثّق لأبرز هجمات حزب الله نحو الاحتلال الإسرائيلي.

وبث حزب الله اللبناني عدّة صور للقواعد والثكنات الإسرائيلية، التي قال إنه قد استهدفها في المرحلة الأولى من ردّه على اغتيال قائده العسكري، فؤاد شكر، فجر اليوم الأحد.

وتضمّنت المشاهد، التي حظيت بتفاعل واسع، ثكنة بيت هيلل مقر قيادة "كتيبة السهل"، ومربض الزاعورة، وهو مربض ثابت لبطارية مدفعية تابع للواء 769، وثكنة راموت نفتالي، وهي مركز سرية حدودي، وثكنة كيلع، وهي مقر وزارة الدفاع الجوي والصاروخي التابع للفرقة 210، وقاعدة عين زيتيم، وهي مقر قيادة الفيلق الشمالي.

كذلك، ثكنة يردن مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210، وثكنة يوآف، وقاعدة ميرون الجوية، وهي مركز الإدارة والمراقبة والتحكم الجوي في شمال فلسطين المحتلة، وهي قاعدة كتيبة مدفعية وصواريخ تتبع لقيادة المنطقة الشمالية، وقاعدة نفح، وهي مقر قيادة الفرقة 210.

من جهته، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن جيش بلاده قد نفّذ ما وصفها بـ"ضربة استباقية قوية ضد حزب الله"، متوعّدا بأنها "ليست نهاية القصة"، وأنّ "الجيش الإسرائيلي اعترض جميع الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله تجاه هدف استراتيجي في وسط البلاد".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الهجمات تُعدّ أوسع مواجهات بين الجانبين منذ انطلاقها في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. حيث استمرّت فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقصف شبه يومي عبر "الخط الأزرق" الفاصل.

وبدعم أمريكي، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة، أسفرت عن أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على كامل القطاع المحاصر، متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع