ملفات وتقارير

شاركت في مجزرة النصيرات واغتيال "أبي شجاع".. ما هي وحدة "يمام" الإسرائيلية؟

وحدة يمام مسؤولة عن مجزرة النصيرات التي وقعت في حزيران 2024- منصة "إكس"
نفذ الاحتلال الإسرائيلي إجراء "طنجرة الضغط" العسكري - ضد قائد كتيبة طولكرم محمد جابر المكنى بـ أبي شجاع - الذي يتم تطبيقه عندما يتحصّن "مطلوبون" في منزل ما، وأحيانا في حالات وجود رهائن، والهدف منه هو "إخضاعهم أو قتلهم من دون المسّ بالرهائن".

وجرى تنفيذ هذا الإجراء في مخيم عين شمس عبر قوات تشكلت من وحدة "اليمام" وجيش الاحتلال بتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك".

ما هي هذه الوحدة وما الوحدات الفرعية التابعة لها؟ وكيف تعاملت مع عملية طوفان الأقصى ومجزرة النصيرات؟

تأسيس "يمام" 
اسم الوحدة هو اختصار عبري لجملة "وحدة الشرطة الخاصة"، وتعتبر وحدة الاستيلاء النخبوية الكبرى في "إسرائيل"، وتتبع تنظيميا لشرطة حرس الحدود، وتتخصص في "محاربة الإرهاب"، رغم أنها تشبه الوحدات التابعة للجيش بتنظيمها وقدراتها.

 تأسست عام 1974 على يد ضابط حرس الحدود الرقيب حاييم ليفي، من خلال تكليف الضابط رؤوبين ياعكوف (نمرودي) بإنشاء وحدة الاستيلاء، وذلك من أجل التصدي لعمليات الخطف والمساومة.

بعد تأسيس الوحدة، ألقيت عليها مهام مثل "الحرب على الإرهاب"، والمهمات الشرطية الخاصة، وبسبب ذلك ذاع صيتها بسبب عملياتها الناجحة، وتعتبر حاليا من الوحدات المهنية والجيّدة على مستوى العالم، على الرغم من ميزانيتها الصغيرة نسبيا، بحسب موقع "هاميشلول" العبري.


تكوين الوحدة
تتكون الوحدة من المحاربين القدامى الذين خدموا في وحدات قتال النخبة في جيش الاحتلال ويرغبون في مهنة ضمن سلك الشرطة، حيث إن شرط الانضمام الأساسي هو وجود خبرة قدرها ثلاث سنوات من الخدمة كجندي مقاتل، وذلك عادة ما يكون كمقاتل في وحدة خاصة.


وبحسب إحصائيات تعود لعام 2007، تمكن سبعة فقط من أصل 800 مرشح من الانضمام إلى الوحدة بعد الدورة الصعبة النهائية. أما في عام 2016 فقد تمكن 20 فقط من أصل 1500 مرشح من اجتياز برنامج الفحص والتدريب.

وفي 2023 تمكن 10 فقط من أصل 1300 مرشح من إنهاء دورة الفحص والتدريب والقبول في الوحدة. وفي 2024 تمكن 12 فقط من النجاح من أصل 1400 مرشح.

تقسيم الوحدة
نظرا لأن "يمام" غير مرتبطة بأي وحدة أخرى، فهي تعمل على تجهيز أعضائها بتدريبات ومعدات وأسلحة وطاقم طبي، وتنقسم إلى عدة وحدات تتدرب سويا من أجل زيادة التنسيق العملياتي فيما بينها.

وهي تضم وحدة للمداهمة والاختراق تتركز مهامها على "مداهمة البيوت والمباني، وتدخل لتأمين المبنى وقتل الأهداف"، ووحدة "القرود"، وتضم مقاتلين رائدين يتخصصون في التسلق والتزحلق والسقوط السريع، ووحدة القناصة المدربة على إطلاق النار الدقيق والقنص في المدى القصير والطويل، ومجهزة ببنادق مخصصة.

وتتضمن أيضا وحدة المستعربين التي تتخصص في التمويه والانخراط بين الفلسطينيين لاعتقالهم أو اغتيالهم، ووحدة لخبراء المتفجرات، إضافة إلى وحدة للكلاب، وأخيرا "الفريق الصامت" الذي يهدف إلى "تطوير التدريبات للإفراج عن الرهائن ومكافحة الإرهاب واختبار المعدات الجديدة والأسلحة".


ورغم استقلالية الوحدة في العمل، إلا أنها تُنسّق مع جهات عسكرية مثل الجيش والشاباك الذي يزودها بالمعلومات الاستخباراتية الدقيقة عن النشاطات الفلسطينية، وكذلك يستعين الجيش بالوحدة من أجل تنفيذ عمليات خاصّة، وهذا ما حدث عند استهداف الشهيد محمد جابر في مخيم نور شمس.

عمليات "يمام" 
في 1978 شاركت الوحدة في احتواء عملية الشاطئ، المعروفة بعملية كمال عدوان في المنطقة الساحلية بين مدينتي حيفا و"تل أبيب" في 14 آذار/ مارس 1978، التي قادتها دلال المغربي، وأدت إلى مقتل 36 إسرائيليا.

أما في آذار/ مارس عام 1988، فقد استولى مقاومون فلسطينيون على حافلة كانت تنقل عاملين إلى مركز ديمونا في المفاعل النووي، واستطاعت وحدة اليمام قتل المنفذين وتخليص الركاب.

وفي آذار/ مارس أيضا لكن من عام 2000، تم العثور على مجموعة فلسطينية مختبئة في منزل في مدينة الطيبة، واستطاع مقاتلو الوحدة والجرافات من طراز "D9" محاصرة المنزل، ما أدلى إلى استسلام أحد المقاتلين بينما استشهد الآخرون على أيدي القناصة.


وتمت الاستعانة بقناصة الوحدة في تشرين الأول/ أكتوبر 2000، وذلك في أم الفحم والناصرة للسيطرة على هبة أكتوبر، وبعد ذلك بعام أطلق القناصة النار على شخصين تسللا إلى سيناء وقتلا إسرائيليين اثنين وحصنا نفسهما في منزل بالقرية.

أمّا في الـ 23 من حزيران/ يونيو 2003، فقد قتلت الوحدة عبد الله القواسمة، رئيس حركة حماس في الخليل بعد أن حاول مقاومة الاعتقال.

وعلى الرغم من أن معظم أحداث الانتفاضة الثانية انتهت مع حلول عام 2005، إلا أن تنفيذ العمليات استمر ولو كان بوتيرة أقل. وفي آذار/ مارس 2006 توقفت وحدة يمام على وحدتي "دوفدوفان" و"سايريت ماتكال" (وحدات خاصة إسرائيلية أقدم وأكبر)، وأصبحت تختار لتكون وحدة الاختراق في العملية الأولى للقبض على منفذي عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، فهي أول من حاصر سجن أريحا من أجل "منع الأشخاص المطلوبين من الفرار".


وفي كانون الأول/ ديسمبر 2021 ، أعلن رئيس وزراء الاحتلال حينها، نفتالي بينيت، أن "يمام" هي "الوحدة الوطنية الإسرائيلية لمكافحة الإرهاب، وفي 2 كانون الثاني/ يناير 2022 وافقت الحكومة على القرار.

أبرز الخسائر
وبحلول 14 أيار/ مايو 2022، كانت وحدة يمام فقدت 16 من مقاتليها وأعضائها خلال عمليات مختلفة في أماكن متعددة لم يتم الكشف عنها.


ومع عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قُتل تسعة مقاتلين وضباط آخرون في المعارك الضارية أثناء وصولهم إلى أول المفارق المركزية لصد الهجوم المفاجئ على الأراضي المحتلة.

وأعلنت الوحدة عن مقتل مقاتل آخر في أيار/ مايو 2024 في عملية بالقرب من طولكرم، ومقتل عضو آخر في حزيران/ يونيو خلال معركة لإنقاذ الرهائن في غزة سميت بعملية "أرنون"، في إشارة إلى مجزرة النصيرات.


وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة في النصيرات في حزيران/ يوليو، بعد أن شنت قصفا عنيفا على أجزاء واسعة من المدينة ومخيمها ومعظم المنطقة الوسطى من قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد أكثر من 274 فلسطينيا على الأقل وإصابة المئات، بالتزامن مع توغل محدود في الأجزاء الشرقية والشمالية، أدى إلى استعادة أربعة أسرى إسرائيليين.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع