حقوق وحريات

صحفيون مغاربة يندّدون بالاغتيالات التي تستهدف "أصوات الحقيقة" في غزة (شاهد)

إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع- عربي21

"عاجل عاجل، الصهيوني قاتل" بمثل هذا الشّعار، أعرب العشرات من الصحفيين المغاربة، السبت، خلال وقفة احتجاجية أمام البرلمان، عن غضبهم؛ جرّاء استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، في انتهاك تام لكافة القوانين الإنسانية. 

وطالب الصحفيون المغاربة، ممّن لبوا دعوة ائتلاف "إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع"، للمشاركة في الوقفة الرّمزية؛ بـ"إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي وطرد ممثليه"، مؤكدين على أن "التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الصهيوني جريمة بحق الفلسطينيين والمغاربة والإنسانية".



وتقول سكينة اسضار، وهي صحفية مغربية متخصّصة في تدقيق المعلومات، إن "تواجدنا اليوم بالوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان، هو تجديد التأكيد على التضامن مع الجسم الصحفي الفلسطيني ومقاومته، لإيصال الكلمة الحقيقية وصورة الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة".

وأضافت اسضار، التي قدمت من مدينة الدار البيضاء لتشارك في الوقفة بالرباط: "وقوفنا اليوم أتى للتنديد بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصحفيين، باعتبارهم وسائل لنقل الحقيقة، وذلك من أجل إسكاتهم وإسكات كلمة الحق".

"نجتمع اليوم من أجل التأكيد على رفضنا لأي صورة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي أو روايته التي يريد أن يروج لها ويبرأ جرائمه" تابعت الصحافية المغربية، في حديثها لـ"عربي21"، مبرزة: "نحن من هنا أمام قبة البرلمان بالعاصمة الرباط، ومن أقصى المغرب، نوصل صوتنا، إنّنا نندد بالجرائم التي يتعرض لها زملاؤنا الصحفيون والصحفيات بفلسطين، ونستنكر أي مظاهر للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".


وأكّدت: "بطبيعة الحال، صوتنا يصل لزملائنا بفلسطين، أذكر هنا بالوقفة الأولى التي نظمت، تم عرض كلمة مسجلة من الصّحفي وائل الدحدوح، هذا الأخير قدم تحية للصحفيين والصحفيات المغاربة".



بدوره، قال الصحفي المغربي أنس لغنادي، إنه "أمام ما نشاهده اليوم من اعتداء يصل لحد الإبادة للشعب الفلسطيني، ومع ما تم تسجيله من استهداف للزملاء الصحفيين بالمنطقة، تجاوز الأمر مسألة التضامن". 

"أرى من منطلق صحفي أنني مهدد في حياتي إذا تم التّساهل مع فكرة استهداف الصحفيين في الحروب، الأمر الذي أصبح يستوجب وقفة حاسمة من قبل كل الجهات المسؤولة لوقف هذا النزيف"، يؤكد لغنادي، في حديثه لـ"عربي21".

وتابع: "نحن اليوم لا نتحدث عن حالة أو اثنتين معزولتين، بل أصبح الأمر أشبه بالروتين، بعد أن تجاوز عدد الصحفيين المستهدفين 168 صحفيا وصحفية"، مردفا: "لكل هذا، أجد أّننا في حاجة إلى ميثاق دولي ملزم جديد، يحمي أرواح الصحفيين، بالإضافة إلى ضرورة تعبئة كل الفعاليات المدنية الدولية والمحلية، للضغط نحو وقف هذا النزيف".

وأبرز لغنادي: "على المستوى الفردي، أعتقد أنّ من واجب كل صحفي مهني أن يتحلّى بالوازع القيمي والإنساني أمام هذه القضية العادلة أولا، وأمام مهنته ثانية، وذلك بالاشتغال على الموضوع على سبيل التعبئة له في إطار مواجهة سياسة التعتيم التي تشهدها المنطقة".

"واجبنا كصحفيين أولا وقبل كل شيء هو الصّراخ، ولندع للصوت سلطة تأثير الفراشة"، أوضح الصحافي نفسه، في حديثه لـ"عربي21"، مشيرا إلى أن "هذا دور كل صحفي ومثقّف، رمي حجر في بركة آسنة، وإزعاج حصان أثينا الخمول".

"إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين"
عبر بيان، وصل "عربي21" نسخة منه، دعا ائتلاف "إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع"، النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى "الضرب بيد من حديد على كل من يمارس الدعاية السياسية للاحتلال ويزكّي جرائمه، من خلال سحب عضوية وصفة انتمائهم إليها؛ انسجاما مع مواقفها التاريخية الرافضة لأي تواصل إعلامي مع الإسرائيليين".



وفي هذا السياق، قال صلاح الدين لمعيزي، وهو صحفي مغربي وعضو ائتلاف "إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع"، إن "وقفة اليوم أمام البرلمان المغربي، بمدينة الرباط، تأتي للتنديد بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الفلسطينيون منذ السابع من أكتوبر، والتنديد بالمجازر التي تُقام ضد الصحفيين في قطاع غزة، ممّن يوصفون بشُهداء الحقيقة".

وأضاف لمعيزي، في حديثه لـ"عربي21"، أن "غزة اليوم هي منطقة ممنوعة على الصحفيين الأجانب. والصحفيون الوحيدون ممّن يملكون إمكانية نقل ما يقع، هم الصحفيون الفلسطينيون، ويتم اليوم قتلهم واحدا تلو الآخر".



وتفاعلا مع إعلان الصحفيين المغاربة دعمهم للصحفيين في فلسطين، خاصة منهم المتواجدون في قطاع غزة، كان مدير مكتب الجزيرة في غزة ومراسلها، وائل الدحدوح، قد وجّه رسالة صوتية خاصة، كشف فيها عن الوضع الإنساني المأساوي الذي تعيش فيه غزة، على مدار أشهر، منوّها بدعم الصحفيين، وداعيا لتكثيف جهودهم؛ لإبراز الحقيقة، وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة.

ومنذ 330 يوما على التوالي، يواصل جيش الاحتلال إبادته الجماعية في قطاع غزة، عبر عدوانه المستمر، مستخدما كميات مهولة من الأسلحة لارتكاب مجازر وحشية، وضاربا بعرض الحائط كافة القوانين الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.

وتكشفت بعد انسحابات جيش الاحتلال فظائع وأحجام دمار هائلة لمنازل الفلسطينيين، الذين بلغت حصيلة شهدائهم في اليوم 330 على العدوان 40602 شهيد، إضافة إلى 93855 مصابا.

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع