ملفات وتقارير

طلب لمنح الجنسية المغربية لأبناء وأحفاد اليهود المغاربة يثير موجة غضب

الملتمس التشريعي هو ملتمس لـ"صهينة المشهد العام في المغرب عبر مغربة الصهاينة المحتلين لفلسطين المنتمين لعصابة الإرهاب الصهيوني.. الأناضول
كشفت مصادر مغربية مطلعة النقاب عن ملتمس تشريعي تم تقديمه إلى رئاسة مجلس النواب (البرلمان)، يدعو لمنح أبناء وأحفاد اليهود المغاربة الجنسية المغربية، وكل ما تقتضيه من حقوق المواطنة الكاملة.

وذكر القسم الإعلامي لحركة "التوحيد والإصلاح" المغربية، أن البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة "Eparticipation.ma"، توصلت بملتمس في مجال التشريع يقضي بمنح الجنسية المغربية لجميع أبناء وأحفاد اليهود المغاربة، وهو ما أثار موجة من ردود الفعل بعد انكشافه أمام الجمهور، في ظل استمرار حرب الإبادة التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وتحدث نص الملتمس الموجه إلى رئيس مجلس النواب على ما سماه بـ”إنهاء معاناة أبناء وأحفاد اليهود المغاربة، وصيانة حقوقهم، وإدماجهم”، ملتمسا تعديل قانون الجنسية المغربية، لمنحنها لجميع اليهود المغاربة، الذين سبق لهم أن تنازلوا عنها، ولجميع الأولاد والأحفاد المغاربة.

ويطالب الملتمس بالتنصيص على إلزام الدولة بتوفير مختلف التسهيلات والإمكانيات والموارد، لإدماج أبناء وأحفاء اليهود المغاربة في الحياة الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وإحداث مديريات أو مصالح مركزية وخارجية في قطاعات وزارية، لتيسير إدماج اليهود المغاربة وتقديم خدمات عمومية معنية بهم.

ويدعو الملتمس إلى التنصيص على أن تكون اللغة العبرية إضافة إلى اللغة العربية والأمازيغية لغة التواصل مع الفئات المحددة بهذا القانون، كما تشمل جوانب أخرى تتجاوز الجنسية، إلى إلزام الدولة بالعمل على حماية الجالية اليهودية المغربية ومصالحها من أي تمييز أو استهداف أو اعتداء يطالها، بسبب دينها أو هويتها، في المغرب، وتعمل مع دول الإقامة لحمايتهم خارج المغرب.

وفي تعليقه على هذا الملتمس، قال الدكتور محمد ابراهمي؛ إن "أحفاد المغاربة اليهود الذين لا زالوا في وطنهم هم مغاربة في بلدهم، لا حاجة لهم للجنسية، فهي تحصيل حاصل في حقهم، أما الصهاينة المستعمرون المجرمون المحتلون لأرض فلسطين، فحقهم السجن إذا وطئت أقدامهم أرض المغرب".

وتابع عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، في تدوينة على حسابه على الفيسبوك: "ما لهؤلاء المسؤولين!! كيف يفكرون!! وكيف ينظرون!!؟ ألا يكفيهم شلالات الدماء والمجازر في أرض فلسطين ليفقهوا؟".

بدوره، قال عزيز هناوي، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع: "في ذكرى معركة طوفان الأقصى.. هناك من له أجندة مختلفة متناقضة مع نبض الشعب المغربي.. وأطلق عملية إيداع ملتمس تشريعي مكشوفة أهدافه الاختراقية للدولة والمؤسسات والسياسات العامة في المغرب".

وأوضح هناوي أن هذا الأمر يأتي في إطار مسلسل تطويع الدولة من الدستور إلى القوانين إلى كل المنظومات القائم عليها بنيان البلد.

ورأى هناوي أن الملتمس التشريعي هو ملتمس لـ"صهينة المشهد العام في المغرب، عبر مغربة الصهاينة المحتلين لفلسطين المنتمين لعصابة الإرهاب الصهيوني"، وقال في صفحته على منصة فيسبوك: "وبغض النظر عن أجندة الاختراق، فإن كل مفردة ومقطع من الوثيقة فيها كلام وكلام.. تاريخيا وقانونيا وسياسيا وأمنيا وقضائيا"، وفق تعبيره.



من جهته، كشف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع النقاب، عن أن القناة العمومية "دوزيم" تذيع مسلسلا تلفزيونيا مغربيا باللهجة الدارجة.. شاركت فيه المجندة الصهيونية  "إيڤا كادوش" في دور "مسعودة".

ونشر المرصد على صفحته على منصة "فيسبوك" مجموعة من الصور للمجندة بين كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي  "أفيف كوخافي." والمستشار الملكي أندريه آزولاي (في تل أبيب خلال توشيحه بوسام الشرف الإسرائيلي من طرف رئيس "إسرائيل" هرتصوغ في 7 شتنبر 2023)، وعبد الرحيم بيوض مدير مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، لحظة تمكينها من بطاقة التعريف الوطنية المغربية، في إطار مسلسل إعادة "مغربة الصهاينة" بعد التطبيع الرسمي في نسخة 2020‼️

واعتبر المرصد أن "ما قامت به القناة العمومية، الممولة بالمال العام، هو طعنة غادرة للشعب المغربي، الذي لا ينفك عن الخروج في مسيرات وفعاليات منذ عام كامل، موازاة مع حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، الذي تعرض بهذه الخطوة التطبيعية إلى طعنة غادرة أيضا أكثر بشاعة، ببشاعة جرائم إبادة أكثر من 50000 شهيدة وشهيد، أغلبهم أطفال ونساء‼️".



وعاد ملف اليهود المغاربة إلى السجال، عقب عودة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل أواخر العام 2020، وما تلا ذلك من توقيع اتفاقيات تعاون وتنسيق بين الطرفين، طالت عددا من المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية.

ويعود الوجود اليهودي في المغرب إلى نحو ألفي سنة، حيث كان المغرب موطنا لأكبر جالية يهودية في شمال أفريقيا، إلا أنه مع قيام دولة الاحتلال، هاجر إليها معظم اليهود المغاربة، ولم يتبق منهم إلا نحو 3000 يهودي.

ويعترف الدستور المغربي بالمقوم العبري كأحد مرتكزات الهوية الوطنية، ويتوفر اليهود في المغرب على محاكمهم الخاصة وقانونهم الخاص للأحوال الأسرية ومدارسهم، وأيضا متاحف خاصة مدعومة من الدولة.

اقرأ أيضا: حزب "العدالة والتنمية" المغربي يدعو لإعادة النظر باتفاق التطبيع مع "إسرائيل"