سياسة عربية

القمة الخليجية الـ45 تندد بالإبادة الجماعية في غزة وتبحث التحديات الإقليمية والعالمية

طالب أمير الكويت مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة- كونا
انطلقت القمة الخليجية الـ45، الأحد، في الكويت، بمشاركة قادة وممثلي الدولة المضيفة والسعودية وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان، لمناقشة القضايا الإستراتيجية ذات الأولوية، منها قضايا الأمن الإقليمي، وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي، ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، ومستجدات الوضع في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن.

طالب أمير الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، خلال الكلمة الافتتاحية، مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن ما يحدث ضد الفلسطينيين إبادة جماعية، 

وقال: "يجسد جمعنا المبارك الذي تستضيفه دولة الكويت تجسيدا مشرفا لوحدة الصف، وانعكاسا دقيقا لإيماننا الراسخ بضرورة تعزيز وتوحيد العمل الخليجي المشترك، من أجل مواكبة التحديات الناجمة عن تسارع الأحداث الإقليمية والدولية وانعكاساتها، والارتقاء بمجالات التعاون نحو آفاق أوسع".

وأضاف: "نجتمع اليوم في ظل ظروف بالغة التعقيد باتت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، مهددة تنمية شعوبنا ورخاءها، وهذا تطلب منا تسريع وتيرة عملنا الهادف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي".

وأشار أمير الكويت إلى أن "مجلس التعاون لدول الخليج العربية أثبت منذ انطلاقه عام 1981 في الإمارات، أن دولنا قادرة من خلال تكاتفها وتلاحمها على تحقيق رخاء شعوبنا، وصون استقرارها، وتحقيق أمنها".

وتابع: "ها هو مجلسنا اليوم، وبعد مضي أكثر من 4 عقود من الزمن، لا يزال شامخا في وحدته، ثابتا في مواقفه، صلبا في إرادته، صامدا في سعيه لإرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين، عبر دفاعه عن كافة القضايا العادلة أينما كانت".

وأكد أمير الكويت "الإدانة للاحتلال الإسرائيلي الغاشم على أرض فلسطين المحتلة، وللإبادات الجماعية المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني".

كما دعا "المجتمع الدولي ومجلس الأمن -على وجه الخصوص- لممارسة دوره، من خلال ضمان تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء، وضمان فتح الممرات الآمنة، ووصول المساعدات الإنسانية العاجلة".

ويشارك في القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس الإمارات منصور بن زايد آل نهيان، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونظيره البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد.

وشدد على "الموقف الثابت التاريخي للكويت المساند للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة، ونيل حقوقه السياسية كافة، وإقامة دولته المستقلة على أرضه في حدود الرابع من يونيو للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

وجدد "الدعم التام لكافة إسهامات دول المجلس لاستقرار المنطقة، ومنها قيادة السعودية للجهود الرامية إلى الاعتراف بدولة فلسطين في إطار التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، ودور الوساطة الذي تقوم به قطر ومصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وأكد البيان على "دعوة القمة إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين".

وأعرب عن "الاستبشار خيرا بوقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية؛ (باعتباره) يساهم في تخفيض التصعيد في المنطقة".

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

وبدوره، قال نائب رئيس الوزراء العماني، في كلمة افتتاحية، إن "انعقاد هذه اللقاءات بانتظام يزيد التلاحم بين أبناء مجلس التعاون ويعزز من مكانة المجلس في المجتمع الدولي وقدرته على معالجة التحديات المشتركة وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لدوله كافة".

وأكد أن "سلطنة عُمان تؤكد العزم على مواصلة الجهود المشتركة في جميع مجالات التعاون، وصولًا لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والتفاعل الإيجابي مع القضايا الراهنة".

وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، في كلمة: "نجتمع اليوم في هذه الدورة المهمة في ظل أوضاع إقليمية حساسة وأحداث متسارعة".

وأوضح أن هذه الأوضاع "تدعو إلى تعزيز التضامن وتوطيد أواصر التلاحم بين دولنا والعمل الجاد والمتواصل لترسيخ القواعد التي قامت عليها منظومتنا الشامخة تلك القواعد التي جعلت من مجلس التعاون مثالا يحتذى به في الوحدة والتكامل".

وطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بفعل الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة".

ورفع أمير الكويت الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، لعقد جلسة مغلقة تقتصر على الوفود الرسمية، ومن المنتظر أن يصدر عقب الاجتماع مغلق بيانا ختاميا بالقرارات.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع