منعت السلطات الأردنية عائلتي الشهيدين حسام
أبو غزالة وعامر قواس، منفذي
عملية البحر الميت قبل أسابيع، من إقامة بيت عزاء لهما.
وقال خال الشهيد أبو غزالة لـ”عربي21”، إنه بعد نصب خيمة لتلقي العزاء، أبلغتهم السلطات بضرورة إزالتها، وهو ما أكده شقيق الشهيد أيضًا، موضحًا أن العزاء اقتصر على نطاق الأسرة فقط.
وتلقت “عربي21” صورا لبيت العزاء، قبل أن تتم إزالته بناء على طلب الجهات الرسمية.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أثار تسليم جثماني الشهيدين ودفنهما في منتصف الليل جدلًا واسعًا وانتقادات؛ بسبب غياب مراسم تشييع جماهيرية لائقة بهما.
وعلى إثر ذلك، شهدت مقبرة الشهيدين تجمعًا كبيرًا للمئات من المواطنين الذين نظموا وقفة احتجاجية تخللها إقامة صلاة، ورفع شعارات تندد بما حدث.
ورفع المشاركون صورًا للشهيدين تحمل عبارة “كلنا على الدرب”، في إشارة إلى استمرار الالتزام بالمقاومة.
وفي السياق ذاته، استنكر النائب صالح العرموطي، رئيس كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي في البرلمان الأردني، ما وصفها بالإجراءات “المستهجنة” التي شابت عملية الدفن، معتبرا أن مثل هذه التصرفات لا تليق بالشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن قضايا الأمة.
بدوره، قال القاضي السابق لؤي عبيدات لـ "عربي21"، إن "الجنازات المهيبة لا تقدم ولا تؤخر، ودفن شهيدي الوطن عامر قواس وحسام أبو غزاله في عتمة الليل وجنح الظلام، وبمعزل عما يستحقانه من تكريم، لن ينال من بطولتهما ومكانتهما، ولن يمحو آثار فدائيتهما المستقرة في وجدان وضمائر الأردنيين وجميع أحرار العالم، وسيكون لهما ذات يوم صفحات براقه تخلد ذكراهما، وتصنع منهما المثل والقدوة في مناهج التاريخ والتربية الوطنية التي تقدم لأطفالنا وحفدتنا".
وأثارت الحادثة حالة من الجدل الشعبي والسياسي في الأردن، حيث اعتبر العديد من الناشطين منع إقامة بيت العزاء، والاقتصار على مراسم عائلية، تقييدًا غير مبرر لحرية التعبير عن التضامن مع الشهيدين. فيما دعت جهات سياسية وحقوقية إلى ضرورة احترام مكانة الشهداء، وضمان مراسم تكريم تليق بهم.
ويظل المشهد مرتبطًا بحالة الاحتقان الشعبي تجاه السياسات المتعلقة بالتعامل مع قضايا المقاومة في الأردن، وسط دعوات متزايدة لاحترام إرادة الشعب في التعبير عن مواقفه الوطنية.
وكان الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس قد نفذا قبل أسابيع عملية نوعية، حيث تمكنا من اختراق الحدود الأردنية الفلسطينية، وأطلقا النار على دورية تابعة لقوات
الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يرتقيا شهيدين برصاص الاحتلال.