لا تزال الوفود الغربية تصل إلى العاصمة السورية دمشق، للقاء القيادة الجديدة للبلاد بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، وفراره إلى روسيا.
وسط الوفود الغربية، لم تعلن أي دولة عربية إرسال وفد خاص بها إلى
سوريا، سوى
قطر التي زار وفدها إلى جانب وفد تركي الأراضي السورية، قبل أي وفود أخرى.
وأوفدت فرنسا التي عاد علمها ليرفرف فوق سفارتها المقفلة منذ العام 2012 مبعوثا وكذلك فعلت ألمانيا والمملكة المتحدة والأمم المتحدة من أجل إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية التي تخضع خطواتها الأولى في الحكم، لمراقبة لصيقة.
ورُفع العلم الفرنسي الثلاثاء فوق مبنى سفارة فرنسا في دمشق مع وصول بعثة دبلوماسية أوفدتها باريس للمرة الأولى منذ 12 عاما.
وقال الموفد الفرنسي جان-فرنسوا غيوم: "تستعد فرنسا لتقف إلى جانب السوريين" خلال المرحلة الانتقالية.
والتقى قائد المعارضة السورية، أحمد
الشرع (
الجولاني) مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، ستيفن هيكي، والمبعوثة البريطانية إلى سوريا، آن سنو، وهو أرفع وفد غربي حتى الآن.
وبحسب إدارة العمليات العسكرية، فإن الشرع قال خلال اللقاء مع الوفد البريطاني، إن ما حدث في سوريا هو "انتصار للشعب المظلوم على الظالم المجرم، وإن هذا الانتصار تحقق دون تدمير البنى التحتية، ودون أي نزوح".
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن وفدا برئاسة مفوض البلاد للشرق الأوسط توبياس تونكل أجرى محادثات مع الشرع في سوريا، وزيد العطار ممثل الشؤون الخارجية في الإدارة الجديدة في سوريا، ووزير التعليم في الحكومة الانتقالية.
وأضافت وزارة الخارجية في بيان أن الجانبين ناقشا في الاجتماع التحول السياسي في سوريا وحقوق الإنسان، وذكرت أن الوفد تحدث مع ممثلين عن المجتمع المدني ومنظمات دينية وتفقد مبنى السفارة الألمانية في دمشق.
ومن جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه "مستعد" لإعادة فتح سفارته في العاصمة السورية فيما أقامت الولايات المتحدة اتصالات بهيئة تحرير الشام.
ورغم اعتمادهم الحذر، يسعى الغربيون إلى التواصل مع السلطة الجديدة لإدراكهم خطر تفكك محتمل للبلاد وعودة ظهور تنظيم الدولة الذي لم يتم القضاء عليه بالكامل في سوريا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه ينبغي للاتحاد الأوروبي "تكثيف" علاقاته مع هيئة تحرير الشام معتبرة أيضا أن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه "لا يمكنهم السماح بعودة" تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
على الجانب الدبلوماسي، أعلنت قطر، الأحد الماضي، استئناف عمل سفارتها في سوريا.
وقالت الخارجية القطرية في بيان إنه تم تعيين خليفة عبد الله آل محمود قائما بالأعمال هناك.
وأكد البيان أن ذلك يأتي بعد 13 عاما من قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري في عام 2011 تعبيرا عن وقوف دولة قطر المبدئي إلى جانب ثورة الشعب السوري.
أما في
الإمارات، فأعرب مسؤول إماراتي رفيع المستوى السبت عن "القلق" بشأن الانتماءات الإسلامية للفصائل السورية، وقال إن القيادة الجديدة للبلاد مرتطبة بالإخوان والقاعدة.
وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي خلال كلمة في "مؤتمر السياسات العالمية" في أبوظبي: "نسمع تصريحات معقولة وعقلانية حول الوحدة، وعدم فرض نظام على جميع السوريين، لكن من ناحية أخرى، أعتقد أن طبيعة القوى الجديدة، ارتباطها بالإخوان، وارتباطها بالقاعدة، كلها مؤشرات مقلقة للغاية".
وأضاف قرقاش: "يتعين علينا أن نكون متفائلين من ناحية وأن نساعد السوريين في المهمة الصعبة اليوم، ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا تجاهل أن المنطقة شهدت حلقات مشابهة سابقا، لذا يتعين علينا أن نكون حذرين".