قالت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، إن شابا مصريا استشهد في شمال شرق سيناء ظهر السبت الماضي، نتيجة غارة جوية نفذتها على الأرجح طائرة حربية إسرائيلية من طراز "إف 16 سوفا"، وسط تعتيم السلطات
المصرية على الحادثة.
وذكرت المؤسسة أنها حصلت على لقطات مصورة، وأجرت مقابلات مع أربعة من شهود العيان، تشير إلى أن الطائرة الحربية الإسرائيلية نفذت الغارة الجوية داخل الحدود المصرية في منطقة العجراء جنوب مدينة
رفح، على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من الحدود المصرية الإسرائيلية.
وشوهدت الطائرة بينما تتبع مسيّرة أطلقتها -على الأرجح- قوات الحوثيين اليمنية، حيث أصاب الصاروخ الذي أطلقته الطائرة الحربية الإسرائيلية باتجاه المسيرة سيارة الشاب، جهاد يوسف أبو عقله، ويبلغ من العمر 18 عامًا، وحول جسده إلى أشلاء.
وجرى دفن أبو عقله دون تحقيق أو إعلان رسمي مصري، ودون إصدار شهادة وفاة، في محاولة للتعتيم الحكومي على الواقعة.
وتظهر المواد مصورة وأحاديث الشهود أن طائرتين مسيرتين حلقتا فوق منطقتي البرث والعجراء جنوب رفح في حدود الساعة الثانية ظهر يوم السبت، أعقب ذلك وصول طائرة حربية.
وقال شهود العيان إن الطائرة الحربية والمسيرتين كانت تحلق على ارتفاع منخفض، وبينما نجحت الطائرة في إسقاط مسيرة بالقرب من قرية البرث جنوب رفح، أخطأت هدفها في الهجوم الذي استهدف مسيرة أخرى حلقت فوق منطقة العجراء، وأصابت سيارة الضحية.
كما تحدثت المؤسسة مع خبير عسكري متخصص في الطيران الحربي، الذي أكد في مقابلة مع المؤسسة أن الطائرة المنفذة للهجوم تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي وليست مصرية، استنادا إلى عدة معطيات فنية.
وأشار الخبير العسكري إلى أن طائرات "إف 16 سوفا" تمويهها صحراوي مميز يُستخدم لتلائم بيئة العمليات في المناطق الصحراوية، ما يجعلها أقل وضوحًا عند الطيران على ارتفاعات منخفضة.
يتكون هذا التمويه عادة من ألوان البيج والبني الفاتح، وهو تصميم خاص بسلاح الجو الإسرائيلي وغير مستخدم في القوات الجوية المصرية، وهو نفس التمويه الذي ظهر على الطائرة في الصور التي حصلت عليها المؤسسة.
وأشار الخبير إلى أن هذا النوع من الطائرات يعد من بين الأكثر تطورا، حيث يتمتع بقدرات هجومية متقدمة وأنظمة استهداف دقيقة تجعلها واحدة من الأدوات الرئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي في العمليات الهجومية والدفاعية، حيث إن طائرة F-16I Sufa هي نسخة معدلة من الطائرة الأمريكية F-16، ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات دولة
الاحتلال.
ونقلت المؤسسة عن أحد أقارب الضحية قوله، إن جهاد كان يقود سيارته في منطقة العجراء بالقرب من مضارب قبيلة الترابين التي ينتمي إليها في طريقه لزيارة عائلية، قبل أن يسقط صاروخ من طائرة إسرائيلية فوق سيارته ليموت في الحال.
وأضاف: "بعد مقتل جهاد بدقائق، غادرت الطائرة التي كنّا نراها بالعين المجردة، وعبرت الحدود تجاه إسرائيل، وجمعنا أشلاء جهاد بصعوبة بالغة، ودفناه دون تصريح دفن أو محضر رسمي، كما قمنا بإبلاغ الجيش المصري بما حدث".
وتابع بأنه حضرت قوة من الجيش وضباط من المخابرات الحربية إلى موقع الحادث ثم انصرفوا، مبينا أن العائلة تلقت تشديدات من الضباط بعدم الحديث عن الموضوع للإعلام، وبضرورة التكتم على الواقعة.
وأكدت المؤسسة أن روايات شهود العيان من سكان سيناء على خروقات القوات الإسرائيلية للحدود المصرية بشكل متكرر ليست جديدة، فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهدت المنطقة نشاطا عسكريا إسرائيليا، أدى في بعض الأحوال لسقوط مصابين وقتلى.