أعلنت وزارة الصحة في قطاع
غزة أن جيش
الاحتلال الإسرائيلي اقتاد مدير مستشفى
كمال عدوان، حسام أبو صفية، وعشرات من أفراد الطواقم الطبية في المستشفى بمحافظة شمال غزة إلى التحقيق.
وقالت الوزارة في بيان إن "قوات الاحتلال تقتاد العشرات من الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية، إلى مركز للتحقيق"، دون مزيد من التفاصيل.
وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال قتلت مدنيا بالرصاص، بينما كان يرفع راية بيضاء، إلى جانب تنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين بمحيط مستشفى كمال عدوان.
إخلاء المستشفى
بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى كمال عدوان "صار خاليا" عقب عملية عسكرية إسرائيلية، أدت إلى خروج آخر مرفق صحي كبير في شمال قطاع غزة عن الخدمة.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن "مستشفى كمال عدوان صار خاليا الآن. نُقل مساء أمس 15 مريضا في حال حرجة و50 من مقدمي الرعاية و20 من العاملين في مجال الصحة إلى المستشفى الأندونيسي الذي يفتقر إلى المعدات والإمدادات اللازمة لتوفير الرعاية الكافية".
وقالت المنظمة إنها "روّعت" بالعملية الإسرائيلية، مؤكدة أنها فقدت الاتصال بمدير المستشفى حسام أبو صفية.
والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن جيش الاحتلال أقدم على حرق وتدمير مستشفى كمال عدوان بمحافظة شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، مع اقتياد طواقم طبية وجرحى إلى جهة مجهولة.
وأعلن جيش الاحتلال عن إطلاق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، قائلا: "قوات فريق القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162 وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام "الشاباك"، بدأت العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان بجباليا".
وأقر الجيش في بيانه بإخلاء مرضى وموظفي المستشفى والسكان بمحيطه من خلال ما قال إنه "محاور إخلاء محددة".
اظهار أخبار متعلقة
ولأكثر من مرة، قال نازحون فلسطينيون إنهم يتعرضون للاستهداف والقتل والاعتقال في محاور الإخلاء والطرق التي يحددها جيش الاحتلال، كما أنه ينصب فيها حواجز عسكرية وأمنية للتفتيش.
نقلت وسائل إعلام عن مصادر طبية فلسطينية، أن عددا من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان في
جباليا شمال قطاع غزة، استشهدوا حرقا بالنيران التي أشعلتها قوات الاحتلال في المستشفى، نتيجة امتداد النيران لأقسام واسعة منه.
وأحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي "مستشفى كمال عدوان"، واقتحمته بعد ساعات من حصاره، وطلبت من إدارته إخراج الطاقم الطبي والمرضى والمرافقين، بالتزامن مع إطلاق نار وقصف من الدبابات في محيطه.
يذكر أنه في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، اعتقل جيش الاحتلال الطبيب إياد الرنتيسي من غزة، قبل أن تُعلن صحيفة "هآرتس" العبرية في 19 حزيران/ يونيو 2024 عن "وفاته" في مركز تحقيق تابع لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" بمدينة عسقلان جنوب فلسطين المحتلة بعد أسبوع من اعتقاله.
أما الطبيب عدنان البرش فاعتقله جيش الاحتلال في كانون الأول/ ديسمبر 2023، قبل أن يُعلن عن استشهاده في 19 نيسان/ أبريل الماضي داخل معتقل عوفر الإسرائيلي.
ومنذ الهجوم على محافظة الشمال في 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله "كهدف عسكري".
اظهار أخبار متعلقة
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.