صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: لم نعد بحاجة لنتنياهو ويجب بحث اليوم التالي لخروجه

أشار الكاتب إلى أن "الإسرائيليين بحاجة لزعيم جديد لترميم الدولة"- جيتي
تحدث كاتب إسرائيلي، عن أهمية مناقشة "اليوم التالي" لخروج نتنياهو من الحياة السياسية، وذلك على خلاف الانشغال الكبير في تل أبيب ببحث "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في قطاع غزة.

وقال موشيه بن أتار، المخطط الاستراتيجي ومؤلف كتاب "رحلة إسرائيل الأخرى" والمدير التنفيذي للمجلس الصهيوني ومدير معهد البحث والتعليم بمؤسسة "كاتسنلسون"، إن "تل أبيب بحاجة لزعيم يشبه الجرّاح، ويتحرك بين القطرات، ويقودها بحساسية كبيرة إلى المصالحة والتسوية الداخلية".

وأضاف بن أتار في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" وترجمته "عربي21"، أن "الزعيم عليه أن يتجنب التصريحات والاحتيالات التي ترفع مستوى التوتر والقلق، ويكون متحفظا ومصمما على إيقاف الانقلاب القانوني"، مشددا على أن "جميع هذه المواصفات غير متوفرة في نتنياهو".

وتابع قائلا: "الإسرائيليون لم يعودوا بحاجة لنتنياهو، لأنهم سئموا الأحاديث الصاخبة عن سلوكه المنحرف وأكاذيبه اليائسة، وتلاعبه وتضليله لأهالي المختطفين، وعدم قوله الحقيقة، واتباعه اللف والدوران دون كلل، الأمر الذي أسفر عن انتشار الثقافة السياسية الفاسدة التي دمرت كل الأخلاق والقيم، وعملت على تغذية السموم في وسائل الإعلام، وشوّهت عقول الإسرائيليين، لأن ما خلّفه نتنياهو في أوساطهم ستقودهم لا محالة نحو الجنون الجماعي".

وأشار إلى أن "الإسرائيليين بحاجة لزعيم جديد لترميم الدولة، وإعادة الفرحة التي تلاشت في أوساطهم، لأنه على مدى جيل كامل، بنى نتنياهو جداراً بين أجزاء الدولة، من باب الرغبة في الانفصال والسيطرة، وقام بتنظيم وتقسيم القوى التي تبني قوة الدولة، حتى وصلوا لمصيرهم المرير، ودخلت المصطلحات السامة لقاموسهم الجديد مثل "اليساريون الخونة"، "اليسار غير اليهودي"، "مناهضو الصهيونية"، "المتكبرون"، "خاطفو الأطفال"، "عشاق العرب"، "أحفاد الخزر"، و"النازيون"، وغيرها".



وأكد أن "أسلوب "فرّق تسد" أصبح في عهد نتنياهو الطويل أسلوب حياة للإسرائيليين، وسياسة معلنة، واستراتيجية عمل، لأنه وفريقه لم يكفّوا عن التحريض والكراهية، لأنهم رأوا بأم أعينهم كيف أن الخوف يحوم فوقهم، بسبب إخفاقاته السياسية والشخصية، حتى باتت ترافقه في وضع المتهم في قفص المحاكمة، ويواصل القضاء على إسرائيل كدولة صهيونية، ويسمح لوزير قضائه برعاية الانقلاب القانوني في إطار معركته ضد القضاة والنظام القضائي واستقلال القضاء، والمستشار القانوني للحكومة، ومكتب المحامين".

ولفت إلى أن "إخفاقات نتنياهو لم تقتصر على الصعيد الداخلي، بل امتدت إلى المسارات الخارجية، هو بسياسته الفاشلة تسبب بالتقصير الكارثي في غزة، وفشل في تقييم الديناميكيات التي أدت لهجوم حماس في السابع من أكتوبر، وتعمد إضعاف السلطة الفلسطينية طوال 14 عاماً لمنع الدخول في المفاوضات، ما تبين أنه فشل ذريع لمفهوم قتل القضية الفلسطينية، وأظهر تراخياً وخدراً مقلقاً في مواجهة تسليح حزب الله، ولم يقم بأي تحرك حقيقي ضد قوى المقاومة، لكنه انجر للعمل بعد ذلك الهجوم، ولم يكن له دور بانهيار نظام الأسد".

وأوضح أن "نتنياهو غالباً ما أبدى إعجابه بشخصية ونستون تشرشل، بطل الحرب العالمية الثانية، الذي أنهى حياته السياسية مع انتهاء المعارك، وطلب الشعب البريطاني أجندة جديدة، وأفسح المجال في الانتخابات الداخلية لحزبه، وأوضح الشعب البريطاني أنه لا يوجد زعيم لا يمكن استبداله، في حين تزخر القيادات الإسرائيلية بـ"الأيتام"، بسبب سلوك نتنياهو، الذي بدلا من تخفيف معاناة الإسرائيليين، فقد عمد للسيطرة عليهم طوال الوقت، وكل يوم".

وأكد أن "نتنياهو أثبت بأدائه السياسي على مرّ السنين أنه بلا مبادئ ولا قيم، يمتطي حصان الشعبوية، وبعد أن فشل في الحفاظ على أمن الدولة، فإن إسرائيل تحتاج اليوم لتغيير الاتجاه والقيادة، وعلى نتنياهو أن يرحل؛ لأن تجديده للانقلاب القانوني يتطلب من الإسرائيليين خروجاً متجدداً لشوارع المدن، وبكل قوة، لإخراج عصابته من حياتهم".

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع