أجاب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد
ترامب، بطريقة وُصفت بكونها "غير مسبوقة" على مداخلة لأحد الصحفيين، حول ما إذا كانت لديه رسالة يوجهها إلى المرشد
الإيراني خامنئي، بالقول: "أتمنى له التوفيق".
وجاء تصريح ترامب، خلال لقاء صحفي، أمام مبنى الكابيتول الأمريكي، قبل أقل من أسبوعين على تنصيبه رئيسا للمرة الثانية، في وقت لاحق من هذا الشهر.
كذلك، جاءت هذه التصريحات في ظل علاقات متوترة بين واشنطن وطهران، حيث يشهد البلدان خلافات عميقة حول العديد من القضايا الدولية، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني ودور إيران الإقليمي.
إلى ذلك، لم يوضح ترامب ما إذا كانت رسالته تشير إلى نية لتحسين العلاقات بين البلدين أم إنها مجرد عبارة دبلوماسية تقليدية.
ويتوقع أن تكون سياسة ترامب تجاه إيران محل تركيز كبير خلال فترة رئاسته، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها خلال حملته الانتخابية إلى اتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1، والذي وصفه بأنه "غير مجد".
اظهار أخبار متعلقة
وذكرت مجلة "
فورين بوليسي" أن ترامب يُعرف على نطاق واسع بأنه متشدد بشأن إيران، وهو الذي انسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية بموجب ما يسمى بحملة الضغط الأقصى، مدعيًا أن إيران تحت مثل هذا الخنق الاقتصادي ستسعى إلى صفقة "أفضل".
وأضافت المجلة أن ترامب اتخذ خطوة غير مسبوقة باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في كانون الثاني/ يناير 2020.
ومع ذلك، فإنه على الرغم من خطابه القاسي، فقد زعم ترامب مرارًا وتكرارًا أنه لا يسعى لتغيير النظام في إيران وأنه يريد أيضًا إقامة علاقات أفضل مع البلاد.
وفي حملته الانتخابية العام الماضي، حدد أيضًا استخدام الأسلحة النووية باعتبارها "التهديد الأكبر للعالم". وأثناء وجوده في منصبه، حاول مرارًا وتكرارًا التحدث إلى قيادة إيران، بما في ذلك محاولة في آب/ أغسطس 2019 للقاء وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف في فرنسا.
وتكرر ذرك في أيلول/ سبتمبر 2019 مع الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني، وبعد ترك منصبه، أعرب ترامب عن اهتمامه بإحداث تحوّل في العلاقات الأمريكية-الإيرانية.
اظهار أخبار متعلقة
وفي آب/ أغسطس الماضي، صرح ترامب قائلا: "لا أتطلع إلى أن أكون سيئًا مع إيران.. سنكون ودودين، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي"، ولكن هذه الصداقة لم تتحقق خلال فترة ولاية ترامب الأولى لعدة أسباب.
وشبهت المجلة علاقة ترامب بعلاقة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون بالصين عندما قام برحلة تاريخية إليها في عام 1972، وقد حقق مع مستشاره الموهوب للأمن القومي هنري كيسنجر إنجازا تاريخيا أدى إلى الانفتاح على الصين، التي كانت معزولة ومنفصلة عن
الولايات المتحدة لعقود من الزمان.
وأوضحت أن نيكسون بنى جزءا كبيرا من حياته السياسية على معارضة النفوذ الشيوعي ــ وخاصة أثناء فترة ولايته في الكونغرس وفي منصب نائب الرئيس.