عشرة أعوام مضت على وفاة الزعيم الفلسطيني
ياسر عرفات، لم تكن كافية لحل لغز مقتله، ليبقى السؤال عن كيفية
اغتياله، والجهة التي تقف وراءه، يتردد في ذكرى وفاته من كل عام.
وفي هذا السياق، أكدت النائبة عن فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني نجاة أبو بكر أن "كثيرا من قيادات "فتح"، وتحديداً في اللجنة المركزية للحركة، يعلمون كيف تم اغتيال ياسر عرفات". متسائلة: "كيف لا يفصح عن ملف الشهيد عرفات، ولا نستمع سوى إلى
تحقيقات، وبعض الملاحظات هنا وهناك؟".
ففي تصريحات خاصة لعربي21، قالت أبو بكر: "كنت أتمنى في الذكرى العاشرة لاستشهاد عرفات أن يتم الكشف عن كل من ساهم في جريمة اغتياله، كي يعاقب شعبياً ودولياً"، مشيرة بأصابع الاتهام في مقتل عرفات إلى "إسرائيل"، فهي - بحسبها - المجرمة الأولى والأخيرة، ومؤكدة على وجود "أدلة مسجلة لزعماء إسرائيليين كانوا يقولون إنهم بحاجة للتخلص من عرفات، وإن السم الذي وُضع له من العيار الثقيل".
وحول تبرئة الرئيس الفلسطيني محمود
عباس للاحتلال من جريمة اغتيال عرفات، خلال لقائه مؤخراً مع القناة العاشرة الإسرائيلية، أوضحت النائبة أبو بكر أنها لم تطلع على تفاصيل هذا اللقاء، مكتفية بمطالبة عباس بـ"كشف كل ملابسات ملف اغتيال عرفات"، معلنة أن "لغز مقتل الرئيس يعرفه كثيرون، لكننا بحاجة إلى من يتجرأ ويقدم تفاصيل هذه الجريمة"، مستدركة أن "الإفصاح عن تفاصيل استشهاد عرفات سيطيح بكثير من العناوين والشخصيات".
وتمنّت أبو بكر على سهى عرفات، زوجة الرئيس الراحل، أن تكشف ما لديها من معلومات حول عملية الاغتيال، مؤكدة أنها تملك معلومات هامة "لا يعلمها غيرها" على حد قولها. وكانت سهى عرفات قد أكدت، الثلاثاء، وجود معلومات حقيقية تؤكد اغتيال "أبو عمار" باستخدام مواد سامة، مشيرة إلى أن المادة التي قتل فيها زوجها ما زالت في جسده.
الفلسطينيون يتساءلون
وفيما يخص هذا السياق، قال مواطن في قطاع غزة إن "التحقيقات استخدمت إعلاميا، خصوصا أننا لم نرَ نتائجها لا بالنفي ولا بالإيجاب، حتى بعد عشر سنوات"، مؤكدا أن "هناك قوى متنفذة تحول دون تحقيق أي خطوات في هذا الاتجاه".
وفي استطلاع للرأي، مع شريحة عشوائية غير علمية، أجراه عربي21 في قطاع غزة، طالب مواطن آخر حركة فتح، التي تدعي محبته بكافة الصعد والميادين، بحسب قوله، بالكشف عن قاتله ومسمميه.
بينما أكدت مواطنة أخرى على أهمية الكشف عن هذه التحقيقات، لأن أبا عمار، بحسب تعبيرها، رمز للقضية والبندقية والسلام ويمثل أباً للفلسطينيين جميعا، مع إقرارها بصعوبة الإجابة عليه في ظل تضارب التصريحات، بينما أضاف مواطن آخر في ذات السياق على أن "كشف ملابسات اغتيال هذا الرمز ينعكس بالتأكيد على القضية الفلسطينية، وواجب من هم أصحاب قرار لدى الفصائل الكبرى".
من ناحيته، تساءل مواطن عن الأطراف التي قد تكون متورطة في هذه العملية، خصوصا مع غياب الأدلة وتعدد الإعلانات، فمن الممكن أن يكونوا اليهود، أو أن يكون عميلا، أو أن يكون
دحلان، على حد تعبيره.