"الدراعة" ثوب الرجل الموريتاني الصامد في وجه الموضة (شاهد)

003
يختلف سعر "الدراعة" حسب نوعية القطن المصنوعة منه ونوعية التطريز، ويتراوح سعرها ما بين 10 دولارات إلى 200 دولار- عربي21
  • نواكشوط- عربي21- محمد ولد شينا
  • الخميس، 30-05-2024
  • 06:01 م
تمثل تراثا لكل الموريتانيين والزي الجامع للمجتمع الموريتاني على اختلاف أعراقه وألوانه، كما أنها الزي الرسمي لبعض سكان منطقة الصحراء بما فيها مناطق من الجزائر والمغرب وشمالي مالي ومناطق من النيجر.

يتمسك الموريتانيون بـ"الدراعة" باعتبارها جزءا لا يتجزأ من هويتهم الوطنية، فرغم التغيرات التي طرأت على سلوك الكثير من الشباب الموريتاني، إلا أن "الدراعة" ظلت تحافظ على مكانتها كزي رئيسي للرجل الموريتاني.



ما هي الدراعة؟

هي الزي الخاص بالرجل الموريتاني وهي عبارة عن ثوب فضفاض له فتحتان واسعتان على الجنبين، خيط من أسفل طرفيه وله جيب على الصدر.

تصنع "الدراعة" الموريتانية من القطن، وعادة ما تكون بأحد اللونين الأبيض أو الأزرق.

ويتم تصميم وخياطة الدراعة الموريتانية وتطريزها محليا وبطرق خاصة إما يدويا أو بالماكينات، فيما تعتبر الخياطة اليدوية غالية الثمن.



صممت "الدراعة" لتناسب المناخ الحار والجاف حيث يغلب على موريتانيا المناخ الحار والجاف أغلب فصول السنة، إذ يسمح تصميم "الدراعة" بدخول الهواء في الجسم، وأن لا يتسخ هذا الثوب بشكل سريع.

يختلف سعر "الدراعة" حسب نوعية القطن المصنوعة منه ونوعية التطريز، ويتراوح سعرها ما بين 10 دولارات إلى 200 دولار.

وتعتبر خياطة الدراعة الموريتانية فنا حرفيا قائما بذاته، حيث أن التطريز يعد عاملا مهما في تحديد سعرها.

ومن أغلى الأقمشة التي تخاط منها الدراعة "إزبي" المستورد من الهند وإندونيسيا والصين.



صمود في وجه الموضة

ورغم دعوات البعض إلى التخلي عن ارتداء "الدراعة" أثناء العمل والدراسة، غير أن الموريتانيين لم يعيروا هذه الدعوات أية أهمية، وظلوا متمسكين بزي الدراعة الشعبي حتى في أسفارهم وتنقلاتهم خارج البلاد.

وما تزال "الدراعة" الموريتانية صامدة في وجه الموضة، رغم أن الكثير من الأزياء بدأت تنتشر في الأسواق المحلية.



وقال سيدي ولد أحمد (تاجر ملابس في نواكشوط) لـ"عربي21": "الدراعة جزء من التراث الموريتاني، والإقبال على هذا الزي يزداد، ما يعني أن الموضة لم تؤثر على هذا الزي".

فيما قال الشيخ ولد محمد (من سكان نواكشوط) لـ"عربي21": "الدراعة هي زي يناسب مناخ موريتانيا الحار والجاف، من خلال تصميمها الخاص، ولذلك هي صامدة".



أسبوع وطني للدراعة

وفي محاولة لاستمرار الحفاظ على هذا الزي أعلنت الحكومة أمس عن تنظيم أسبوع وطني لـ"الدراعة".

وافتتح هذا الأسبوع الوطني في نواكشوط من طرف وزير الثقافة أحمد سيد أحمد أج.

وتهدف هذه التظاهرة – وفق القائمين عليها – إلى "التعريف بالزي الوطني المشترك بين مختلف مكونات الشعب الموريتاني، وتأصيل البعد الثقافي المشترك الحضاري لزي الدراعة في منطقة شمال أفريقيا، فضلا عن تشجيع الصناعات المحلية".

وخلال افتتاح التظاهرة تم عرض فيلم وثائقي يعرض مميزات الدراعة الموريتانية الأصيلة وتاريخ تطور صناعتها وتطريزها، وكذا النقاط التي تشترك فيها مع الدراعة الأفريقية في دول شمال القارة الأفريقية.

وقالت عمدة بلدية نواكشوط فاطمة بنت عبد المالك، في كلمة لها بالمناسبة، إن اختيار الدراعة موضوعا لهذا الأسبوع الثقافي يحمل عدة دلالات "إذ يعكس هذا الزي الذوق العام الشعبي والتلاقح الثقافي على المستويين المحلي وشبه المنطقة الأفريقية ككل، والاختلاف الملاحظ في شكل التطريز، والخياطة، وطريقة اللبس، يتماهى مع تنوع ثقافاتنا وتعدد وثراء روافدها".

ويأمل القائمون على فعالية "الأسبوع الوطني للدراعة" أن يشكل لقاء ثقافيا سنويا جامعا لمجتمعات الساحل والصحراء في نواكشوط، وتشجيع الصناعة المحلية، وتقوية أواصر المشترك الثقافي مع شعوب المنطقة.
شارك
التعليقات